فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين0

<div tag="2|80|” >فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين
أيها الأب أيتها الأم إنك تحب أن يكون أبنك أحسن منك ولا أحد غيره، ابنك امتداد لحياتك وهو صورة المستقبل لك ، فماذا تريد هذه الصورة أن تكون ؟إن الحوار هو الذي يستطيع أن يصنع هذه الصورة الجميلة ، فهل تستخدمه مع أبنائك وبناتك وهل تستخدمينه أيتها الأم مع بناتك ؟ وهل تستخدمه أيها الزوج مع زوجتك ؟
فن إدارة الحوار مع الأبنا ء والزوجات من أفضل السبل لحل المشكلات ، وما كان لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية أن تظهر للسطح بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين المتخاصمين إلا بانعدام الحوار الهادئ الخالي من النرفزة والصراخ، والحوار معناه الاتصال بين شخصين بينهما خلاف يحاولان أن يقلصا أو يقربا من وجهة نظريهما بالمناقشة والمحاورة لتزول المشكلة التي تؤرق أحدهما أو كليهما ، ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الأسر العربية تحل خلافاتها عن طريق أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو المحاكم ،أو بالصراخ والعنف والمقاطعة ، مهما كان السبب المختلفين عليه تافها وبسيطا، وكم من مشكلة وصلت للمحكمة وهي تافهة ، يستطيع أبسط إنسان أن يقرب وجه النظر بين الاثنين المتخاصمين فيها ، وقد ذكر لي أحد الزملاء أنه كان يوما ما في المحكمة لغرض ما فلاحظ أن هناك رجلا وزوجته قدما للمحكمة لتنفيذ قرار الطلاق بينهما فتدخل زميلي وتحدث مع الزوج ، ورأى أن المشكلة سهلة جدا وأن الخلاف يمكن أن يحل بالمناقشة والحوار بينهما ولا داعي للحضور للمحكمة ، واستطاع زميلي هذا أن يعيد لأسرتهما وأطفالهما البسمة التي كاد الطلاق أن يعصف بها ، أنا أردت من هذه المقدمة أن أمهد لموضوع مهم جدا وهو: فن الحوار بين الآباء والأبناء وبين الزوجين وسوف أركز في تناولي للموضوع على النقاط التالية :
• لماذا يلجأ الآباء إلى العنف مع الأبناء ، ولماذا يلجأ الزوج – أيضا- إلى استخدام العنف مع زوجته ؟
• ما هي العقبات التي تعترض النجاح في الحوار ؟
• عندما يختفي الحوار بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين ماذا يحدث ؟
يلجأ الأب أو الزوج للعنف بدل الحوار لأنهما يجهلان شيء اسمه الحوار والمناقشة لتقريب وجهة نظريهما أو أنهما تعلما هذا الأسلوب من أبويهما فهما نشأ وقد اقتنعا أن خلافاتهما لاتحل إلا باستخدام العنف والتسلط ، كما كان يفعل ذلك والداهما 0
ومن الأمور التي تفشل الحوار الهادف والبناء بين الآباء وأبنائهم أو بين الزوجين مايلي:
1. التفكير في العقاب أولا قبل النظر في أسباب الخلاف 0
2. العصبية والتسرع في حسم الأمور وعدم التريث والتفكير السليم 0
3. عدم الاقتناع بأهمية الحوار الهادف في حل المشكلات 0
4. عدم الإنصات والاستماع للأبناء أ والزوجة وعدم التسامح معهم وتقبلهم وعدم مراعاة مشاعرهم واحترام شخصياتهم الحديث 0
5. عدم الثقة في الابن أ والزوجة 0: إ ذا وثق الأب في ابنه فإنه سوف يستطيع أن يوصل لابنه مايريد توصيله وسيؤثر فيه بشكل جيد ، وإذا فقد الأب ثقة ابنه فيه فسيحرم الأب نفسه من هذه الصفة وهي التأثير الجيد في أفكار واتجاهات ابنه ، وسيصعب عليه تعديل سلوكه ، أما الأم إذالم تثق في ابنتها فسيكون باب الحوار موصودا بينها وبين ابنتها ولن تستطيع أن تقيم معها حوارا ناجحا 0
6. العلاقة السيئة بين المتحاورين، فلا بد أن تكون بين المتحاورين علاقة جيدة قائمة على الحب والألفة والاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر 0
7. عدم مقاطعة الابن أو البنت أو الزوجة حتى ينتهوا من حديثهم 0، أيها المربي الكريم عندما تتحدث مع ابنك أو تلميذك لاتقاطع كلامه دعه يتحدث ويعبر عما في نفسه وهذا من أدب الحديث ، ينبغي أن إشارات جسدية تدل على الموافقة والإنصات ( أنا أسمع —تابع —أنا معك —000الخ) كما أن على المربي أن يعيد عبارة المحاور لابألفاظها ولكن بمفهومها ومثال ذلك :
المسترشد– والدي أزعجني كثيرا بكثرة طلباته ، إنه لايدع لي وقتا للراحة ولا حتى لاستذكار دروسي ، كأنني خادم عنده0
المرشد- أنت مستاء جدا من معاملة والدك لك ،
المسترشد – نعم إنه لايحب أصدقائي ، فإذا جاءوا لزيارتي طردهم ، إنه يحرجني أمامهم0
المرشد –هذا الأمر قد أثر في نفسك كثيرا، أليس كذلك 0
المسترشد- إنني أفكر أن أهرب من البيت 0

8. عدم فرض رأي الأب أو الزوج أثناء الحوار وإلزام الطرف المقابل بالتنفيذ دون مناقشة 0
9. عدم مصارحة الأبناء لآبائهم بما يجول في خواطرهم 0
10. انشغال الوالد وعد م إطالة فترة الحوار ، يقول أحد الأبناء : ( نحن لانتحدث مع أبينا لأنه دائما مشغول عنا ) 0
11. عدم معرفة الأبوين بمراحل النمو فكل مرحلة من مراحل النمو لها ميزات وطبيعة تختلف عن غيرها وعلى الأب أو المربي أن يعلم أن معاملة الطفل غير معاملة المراهق ومعاملة المراهق غير معاملة الراشد وهكذا البنت0
12. ينبغي للأب عندما يتحدث ويحاور ابنه الا يكون جالسا والابن واقف ، لأن الابن سيقول داخل نفسه لماذا هذا يقصد والده يخاطبني باستعلاء ، لذا يجب أن يجلس المتحاوران على على كرسيين متقابلين مع وجوب أن ينظر الأب على عيني ابنه وهو يتحدث معه 0
عندما يختفي الحوار في الأسرة يسود الشقاق والنزاع وتتعقد الأمور أكثر وأكثر، ويسود المنزل جو من التوتر والقلق، وتتصدع الأسرة ويحصل الطلاق وتشريد الأبناء والبنات ويتهدم عش الزوجية لأنه فقد الترابط و التواصل الدافئ بين أفراد الأسرة 0
عندما ينعدم الحوار بين الآباء والأبناء يلجأ الابن إلى أصدقائه الذين يستمعون له جيدا ويفرغ ما في جعبته من الآم ومعاناة عليهم، فيجد لديهم القبول ، فيحلون محل والده وتحل الصديقة محل الأم فإن كانوا من أهل الخير كان حظه أو حظها جيدا وإن كانوا من أهل الشر فسيؤدي ذلك إلى انحرافه أو انحرافها أو إصابتهما بالأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب ، أما البنت فسوف تلجأ لصديقاتها وستحس بجومن الغربة في أسرتها وربما يؤدي بها هذا الأمر إلى أن تنقل من صديقاتها خبرات سيئة نتيجة قلة خبراتهن0 ، أما الزوجة فسوف تلجأ لبيت أهلها وتتطور المشكلة فقد تكون المشكلة بسيطة لاتستدعي تدخلا من أحد ولكنها عندما تصل إلى منزل أسرة الزوجة تكبر أكثر وتتعقد وقد تصل إلى المحاكم والمطالبات وكثير من حالات الطلاق بدأت مشاكل بسيطة ولكن هذه المشاكل البسيطة بقيت بدون حل فتراكمت ثم تعقدت فحدث الانفجار وهو الطلاق 0
عندما يختفي الحوار بين الأب والابن يظهر الابن ذو الوجهين الوجه الأول : يظهر الابن أمام والده بالابن المطيع العاقل الهادئ حتي يتجنب المشاكل في زعمه مع أبيه ولكنه في غياب والده يظهر بشخصية أخرى فما لم يستطع أن يمارسه أمام والده يمارسه في خلوته أو مع أصدقائه الذين لايقولون له لا بل يشجعونه على أن يعمل ما بدا له حتى ولو كان ضارا به ، إذا صمام الأمان لعدم إنحراف الأبناء هو الحوار الهادئ بين الآباء والأبناء 0
كما أنه عندما يختفي الحوار بين أفراد بعض الأسر يسود الهدوء والسكون بين أفراد الأسرة ، وكل فرد في الأسرة يعيش في حالة ، فليس هناك موضوعات تهم الجميع لمناقشتها لذا فإن جلساتهم الجماعية التي يتحاورون فيها تكون معدومة أو قليلة ، ويدب في وسط مثل هذه الأسر الكآبة والممل والضجر ، وتفشي بعض الأمراض النفسية 0
نلاحظ أن كثيرا من الأسر يسودها الجفاف العاطفي ، والتباغض والتحاسد نتيجة انعدام الحوار الهادئ بين أفرادها فعن طريق هذه الأسر مع الأسف تتولد الجرائم إذ الأطفال يعيشون في جو غير إنساني فهو قائم على المقاطعة والمشاحنة ، ولو رجعنا إل نزلاء السجون ودور الأحداث لوجدنا أن العلاقات بين هؤلاء النزلاء وأسرهم ضعيفة ، إذ أن بعض الآباء يرمي ابنه في الدار ثم لايسأل عنه أو يودع الأب أو الأم في المستشفى فلا يسأل عنهما أحد ، كما أن بعض الأسر إذا خرج ابنهم من السجن لايستقبلونه بل يقاطعونه على أنه مجرم ، مما يزيد ذلك في انحرافه0 والله ولي التوفيق 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاالمرجع /كيف تحاور أبناءك؟ -محمد احمد عبد الجواد0

0

بارك الله فيك موضوع (هام)
أخي الكريم / محمد ناشط ——————- سلمه الله ——-لقد سعدت بحضورك إلى متصفحي الله يعطيك العافية 0

التربية من خلال الحوار

التربية من خلال الحوار
…………………….
د.عبد الكريم بكار :

من الواضح أن العولمة تقوم بعملية تهميش واسعة النطاق لكثير من السلطات التقليدية الموروثة، إنها تهمش سلطة الدولة وسلطة المدرسة وسلطة الأسرة والمجتمع والقبيلة، وتوسع في الوقت نفسه من مدى الحرية الشخصية على حساب الرقابة الاجتماعية.
وليس من المهم السؤال: لماذا يحدث هذا، وكيف يحدث، إنما المهم أن نبحث عن الصيغة الملائمة لمواجهة هذه الوضعية الجديدة.
لا يخفى إلى جانب هذا أننا ورثنا من عصور الانحطاط عادات وتقاليد تربوية لا تتفق مع الرؤية الإسلامية في بناء الفرد والنهوض به، فقد كان يسود في الأسرة في كثير من البيئات الإسلامية نظام شبه عسكري، حيث يُسكت الرجل المرأة، والأخ الأكبر الإخوة الصغار، ويُسكت الصبيان البنات… أضف إلى هذا اللجوء العام إلى الصمت ما لم تحدث مشكلة، فينتبه الأبوان إلى ضرورة الكلام من أجل العلاج! أما في الكتاتيب والمدارس، فقد ساد التلقين وقل البحث والتنظير، كما ساد الكبت والضرب، وكان من المألوف في العديد من البيئات الإسلامية، أن يقول الأهل لشيخ الكتَّاب إذا دفعوا إليه الصبي:"لك اللحم ولنا العظم"، أي لك أن تضرب حتى لو أدى ذلك إلى تمزق اللحم، أما العظم فليس من حقك كسره. وكأن الوالد هو الذي سيقوم بتلك المهمة، لتكتمل دائرة العنف على الطفل المسكين!
وساد كذلك لدى بعض التيارات والتوجهات الإسلامية المهتمة بتربية النفوس الاستسلام للشيوخ والتماس الأعذار والتأويلات لما يقومون به، ولو كان ينطوي على مخالفة شرعية ظاهرة. ومن العبارات المشهورة في هذا قولهم:"من قال لشيخه: لم لم يفلح أبداً"! وكانت نتيجة تلك التربية تخريج أجيال يسيطر عليها اليأس والخوف والاتكالية وانتظار المساعدة عوضاً عن تقديمها. أجيال لا تحسن التعبير عن أفكارها وحاجاتها وآرائها. ولا تشعر بذواتها وإمكاناتها. وكانت عاقبة كل ذلك انحدار مكانة الأمة بين الأمم وطمع الأعداء فيها وانتشار التعانف والتقاتل في ديارها عوضاً عن التراحم والتعاون والتناصح والتدافع بالتي هي أحسن وأرفق.
لدينا مصطلح (الحوار) ومصطلح (الجدال) ولهما دلالة مشتركة على دوران الكلام بين طرفين وترجيعه بين شخصين أو فريقين. لكن نلمح في العديد من النصوص والأدبيات أن الجدال كثيراً ما يميل إلى الخصومة في الكلام، كما ينطوي على حرص كل واحد من المتجادلين على غلبة خصمه وإفحامه وإلزامه الحجة وبيان خطئه. ونتيجة لهذا فإن من المألوف أن يقع خلال الجدل بعض الظلم والادعاء والكذب والتطاول واستخفاف أحد المتجادلين بالآخر. وقد قال الله –جل وعلا-:"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ" [الحج:8]، ومن هنا وجهنا –سبحانه- إلى أن نجادل المجادلة المقيدة بالأدب الإسلامي الرفيع، والمجادلة بالحق الساعية إليه؛ حيث قال:"وجادلهم بالتي هي أحسن" [النحل:125]، وقال:"وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [العنكبوت:46]، أما الحوار فمع دلالته على تردد الحديث بين اثنين إلا أنه لا يحمل صفة الخصومة وإنما يحمل صفة الحرص على العلم والفهم والاطلاع. إن الدافع الأساسي للمحاور الجيد ليس إقناع من يحاوره بوجهة نظره وجعله يقف إلى جانبه، وإنما دافعه الأساسي أن يُري محاوره ما لا يراه، وأن يظفر من محاوره أيضاً بأن يكشف له غموض أمور لا يراها ولا يعرفها، إن كلاً من المتحاورين يطلب الوضوح ومعرفة الحق والحقيقة. ولا شك في أن بعض الحوار قد ينقلب عند الانفعال وتوفر اعتبارات معينة إلى جدل عقيم ومقيت. كما أن بعض الجدل قد يتسم بالرفق والحكمة.
إن الحوار لا ينبغي أن يكون أسلوباً نستخدمه داخل الأسر والمدارس من أجل تربية الصغار وتعليمهم فحسب، وإنما ينبغي أن يكون أسلوب حياة، يسود في الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام وفي الشركة والمؤسسة والدائرة الحكومية.. إن الحوار الحيوي للجميع، وإن غيابه عن حياتنا سوف يؤذي الجميع؛ وذلك لأن البديل سيئ جداً، وهو كثيراً ما يكون القهر والكبت والانعزال والأنانية، واتباع الهوى وتصلب الذهن ومحدودية الرؤية، وإعجاب كل ذي رأي برأيه!
يمكن القول إنه لا يكاد يخلو بيت أو مؤسسة أو مدرسة من شيء من الحوار، لكن السؤال هو: هل كل حوار يؤدي إلى تربية جيدة؟ وهل أي حوار -مهما كان- يعد كافياً لزرع المفاهيم والقيم والعادات الجيدة في شخصيات الصغار والكبار؟ طبعاً لا.
إن الحوار الذي يربي فعلاً هو الحوار الجيد والعلمي والموضوعي والقائم على أسس أخلاقية جيدة. حين يتوفر الحوار الجيد والمديد والمستمر فإنه يولد، ويقتضي بطريقة غير مباشرة عدداً ممتازاً من الأفكار والمفاهيم والرؤى والمبادئ والعادات والسلوكات الصحيحة والرائدة.

وإذا تساءلنا عن الشروط التي يجب توفرها من أجل حوار ناجح ومثمر أمكننا أن نعثر على الآتي:

1- الإيمان العميق بأن لكل إنسان أن يعبر عن ذاته، وأن يدافع عن قناعاته في إطار المبادئ الكبرى المجمع عليها، وإتاحة الفرصة للمرء كي يعبر عن قناعاته ومزاجه… شرط جوهري لنمو الحياة العقلية والروحية، كما أنه مشروط لشعور الطفل بكرامته وإنسانيته.
2- حتى يصبح الحوار أسلوب حياة يجب أن نؤمن بأن الواحد منا مهما بلغ من التحصيل العلمي، ومهما كانت عقليته ممتازة فإنه في نهاية الأمر لا يستطيع أن يصدر إلا عن رؤية جانبية محدودة. وذكاء الجماعة أكبر من ذكاء الفرد. ومن خلال الحوار نستطيع معرفة رأي الجماعات والمجموعات، والاستفادة من أكبر قدر ممكن من الآراء.
3- من المهم -حتى يصبح الحوار أسلوب حياة- أن نوطن أنفسنا لقبول النقد. فقد يوجه التلميذ في المدرسة أثناء الحوار انتقاداً لأسلوب التدريس، أو ينتقد عدم كفاية استخدام المدرس لوسائل الإيضاح. وكذلك يتعرض الأبوان في الأسرة إلى شيء من الاعتراض والمراجعة حول مجمل قراراتهما في إدارة شؤون الأسرة ومعالجة مشكلاتها. وحين نفقد روح التسامح والمرونة الذهنية المطلوبة لذلك فإننا سننظر إلى الحوار على أنه باب لإساءة الأدب من قبل الصغير مع الكبير، وسيكون البديل آنذاك هو التعسف والاستبداد.
حين نحاور الأطفال في البيوت والمدارس، وحين نعتمد أسلوب الحوار في مجالسنا وإداراتنا ومؤسساتنا نحرز عدداً لا بأس به من النجاحات التربوية على الصعيد الفكري وعلى الصعيد العقلي، وأيضاً على الصعيد الاجتماعي.
من خلال الحوار الناجح والموضوعي والمستمر نتمكن من تنمية الحس النقدي لدى الأطفال في البيوت والمدارس. والحقيقة أن ما يتم من مراجعات ومجادلات بين المتحاورين يعد وسيلة مثالية للوصول إلى هذا الغرض.
لا يعني النقد اكتشاف السلبيات فحسب، بل يعني اكتشاف السلبيات واكتشاف مساحات الخير والحق والجمال في الأقوال والمواقف والعلاقات والأشياء.
حين يسمع الأطفال وجهات نظر متباينة ومتعددة في الموضوعات والقضايا المطروحة للنقاش، فإنه تنمو لديهم القدرة على المقارنة، والمقارنة –كما يقولون- هي أم العلوم. ومن خلال نمو المقارنة تتشكل رحابة عقلية جديدة لا يمكن بلوغها عن غير هذه السبيل.

حين ندير حوارتنا على نحو جيد فإننا من خلال الحلول الوسطى والآراء المعدَّلة والملقحة نشيع في حياتنا الرؤى المتدرجة، كما نشيع القابلية العقلية لإدراك ما في الأشياء من نسبية. وأعتقد أن تخفيف الاحتقان والتوتر الاجتماعي وكذلك تخفيف التوتر السائد في علاقاتنا مع المنافسين والخصوم على المستوى الدولي –يتطلب أن نؤسس في نفوس وعقول الصغار والكبار أن الخير في الناس، وكذلك الشر ليس مطلقاً؛ حيث لم يجعل الله –جل ثناؤه- الفضائل حكراً على أمة أو جيل أو مجتمع، كما أنه لم يجعل الرذائل كذلك. ويتطلب كذلك أن نؤسس في الأذهان أن هناك واجباً دون واجب وحراماً دون حرام وأذى دون أذى ونجاحاً دون نجاح وإخفاقاً دون إخفاق… وأعتقد أنه في زمان شديد التعقيد وكثير الغموض بات الأطفال –على نحو أخص- بحاجة إلى تربية تنمي لديهم فقه الموازنات، وهذا الفقه يقوم على عدد من المبادئ المهمة، منها:

– لكل شيء ثمن، وهذا الثمن قد يكون وقتاً، وقد يكون جهداً، وقد يكون مالاً، وقد يكون سحباً مما لدى المرء من رصيد الالتزام أو الكرامة أو السمعة…
– من تلك المبادئ أيضاً ضرورة العمل على تحقيق خير الخيرين، ودفع شر الشرين، فقد نفوِّت خيراً أصغر من أجل الحصول على خير أكبر. وقد ندفع شراً أكبر بالوقوع في شر أصغر. وقد نحتمل الضرر الأصغر من أجل تحاشي الوقوع في ضرر أكبر.

من خلال الحوار بوصفه صبغة عامة للاتصال والمعايشة نتبادل رسالة عظيمة قائمة على نفسية الرخاء وعقلية السعة، حيث يوقن الجميع أن في إمكان المرء تحقيق ذاته، والوصول إلى أهدافه وبلورة آرائه على الرغم من إتاحته الفرصة للآخرين بأن ينقدوه ويجادلوه، ويعترضوا على بعض ما يقول. وعلى العكس من هذا فإنه حين ينعدم أو يضعف الحوار في مؤسسة أو أسرة أو مدرسة… فإن كل واحد من الذين يعيشون في تلك المحاضن يشعر بالعوز والضيق وقلة الفرص، ويسود اعتقاد بأن تقدُّم فلان ونجاحه لا يتم إلا على حساب الآخرين، كما أن نجاح أي واحد من الأقران والزملاء لا يتم إلا إذا تضرر وتراجع! وهذا بسبب سيطرة فلسفة خفية توحي للناس بأنه ليس في الأرض من الخير ما يكفي لإسعاد الجميع، فتسيطر عقلية الشح حتى في الأفكار والآراء، فالأمور محسومة، فإما أن يكون الحق معي أو معك. وإما أن أكون أنا على الطريق الصحيح، وإما أن تكون أنت، حيث لا يتوفر لدينا طريق ثالث!

أما حين يسود الحوار فسيدرك الناس -ولو بطريقة غير واضحة- أن هناك دائماً طريقاً ثالثاً وفكرة معدلة، حيث إنه ما احتك مفهوم بمفهوم مناقض إلا أمكن أن يتولد عن هذين المفهومين مفهوم ثالث، هو أرقى منهما لأنه ثمرة لرؤية مشتركة، ونتيجة لتلاقح العقول الفذة.

ولنتأمل في قول الله –جل وعلا-:"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم".

إننا من خلال الحوار نكتشف القواسم المشتركة، ونجد أن الذي يقف في أقصى اليمين يتواصل على نحو ما مع الذي يقف في أقصى اليسار؛ لأن الحوار يتطلب بطبيعته بلورة قواعد جديدة واكتشاف أرضيات لم يسبق لنا عهد بها. إن الحوار بالنسبة إلى الكبار أشبه باللعب بالنسبة إلى الصغار، ولو أنك أعطيت مجموعة من الأطفال دراجة –مثلاً- ليلعبوا عليها فإنك ستجد أنهم خلال دقائق توصلوا إلى بلورة قاعدة لتداولها والاستمتاع بها، وهكذا نحن الكبار فإننا في حوارنا المتواصل مع بعضنا ومع أسرنا وأطفالنا نستطيع بلورة العديد من المبادئ والأدبيات والرمزيات التي تجمع بيننا، وتقربنا من بعضنا.

إن الحوار يحجم الخلاف في العديد من الأمور، ويزيل سوء الفهم وسوء التقدير وسوء الظن الذي يسود في حالات التدابر والتجافي. وهذا يمهد الطريق للتعاون والتعاضد والعمل معاً وكأننا فريق واحد.

ولا بد هنا أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن الحوار يُنعش فيمن نربيهم ونعلمهم الشهية لطرح الأسئلة، حيث إنه بطبيعته يتضمن ما لا يحصى من الأسئلة، إن المحاور يستفهم من محاوره عن بعض الغوامض، ويطلب منه الدليل على بعض ما يورده من أقوال وآراء ومسائل، كما أنه كذلك يعترض من خلال الأسئلة على بعض ما يقوله محاوره… وهذا كله يمرن الأطفال والناشئة والشباب والكبار على أن يفضوا بما في أنفسهم، وأن يسألوا عن الأشياء غير المنطقية وغير المستساغة مما يرون ويسمعون. والحقيقة أن كثيراً من ينابيع الحكمة يتفجر، وكثيراً من شرارات الإبداع والابتكار ينقدح ويتوهج من خلال الأسئلة التي يطرحها النابهون والسائرون في دروب النجاح والتفوق.

إن طريق الحوار هو طريق المستقبل وهو طريق النهوض وطريق الفهم العميق والرؤية الثاقبة، كما أنه طريق التآخي والتعاون، وإذا لم نسلك هذا الطريق، فقد يكون الطريق الذي نسلكه هو طريق التباغض والتجافي والتعانف والانغلاق وسوء الفهم، وهذا ما لا يتناسب مع الرؤية الإسلامية للمستقبل، كما لا يتناسب مع الأدبيات الإسلامية في العلاقات الاجتماعية.

شكراً استاذ جمال
على هذا الإبداع
وجزاك الله خيراً
تسلم يا استاذنا الفاضل على هذا الموضوع القيم
دمت بصحة وعافية دوماً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله .. جهد رائع .. وعمل مميز

فمنتدانا يفخر بوجودكم ..

ونحن ننتظر ابداعكم القادم

الى الامام دائما ..

الشارقة

الحوار الداخلي والخارجي

السلام عليكم والرحمة

عشان نميز بين الحوار الداخلي والخارجي نقدر نستخدم الصور بتلقونها فالمرفق أطبوعها على شفافية وبتكون حلوه وسهله للتميز بين الحوارين

أتمنى أنها تعيبكم

ط§ظ„ط­ظˆط§ط± ط§ظ„ط¯ط§ط®ظ„ظٹ ظˆ ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ظٹ.doc

لا يوجد صوره اختي
اختي الغالية .. المرفق لا يفتح
ماشي فالمرفق ؟؟؟
هههههههههههه
الشارقةالشارقةمطلوب حل 79 بسرعه

نشر ثقافة الحوار بين العاملين بالمؤسسات التعليمية

أقدم للزملاء المادة العلمية لدورة تدريبية
نظمها مكتب التربية العربي
بدول مجلس التعاون الخليجي
وبالتحديد للعاملين بالمؤسسات التربوية بعنوان
((نشر ثقافة الحوار بين العاملين بالمؤسسات التعليمية))
وكان لي شرف حضورها بدبي
أتمنى أن تفيد الجميع
مع تحياتي

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc نشر ثقافة الحوار.doc‏ (404.5 كيلوبايت, المشاهدات 16)
جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل أفدتنا وتفيدنا باستمرار باسهاماتك ومتابعتك الجيدة … وقد سعدنا في هذه الدورة الجميلة وبتلك الوجوه المشرقة التي شاركتنا … نتمنى تكرار هذه الدورات لأثرها البالغ في ميدان العمل … وكل الشكر لكل الذين أعدوا هذا الجهد المبارك.
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc نشر ثقافة الحوار.doc‏ (404.5 كيلوبايت, المشاهدات 16)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأخصائي…salah الشارقة
جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل أفدتنا وتفيدنا باستمرار باسهاماتك ومتابعتك الجيدة … وقد سعدنا في هذه الدورة الجميلة وبتلك الوجوه المشرقة التي شاركتنا … نتمنى تكرار هذه الدورات لأثرها البالغ في ميدان العمل … وكل الشكر لكل الذين أعدوا هذا الجهد المبارك.
أشكرك اخي صلاح
فالسعادة الحقيقية
أن نجد من يهتم بالعمل المهني
ويسعى للارتقاء به
جزاك الله خيراً
وبارك الله فيك
مع تحياتي

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc نشر ثقافة الحوار.doc‏ (404.5 كيلوبايت, المشاهدات 16)
جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل
وبارك الله فيك
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc نشر ثقافة الحوار.doc‏ (404.5 كيلوبايت, المشاهدات 16)

حضر () محاضرة د. ابراهيم الخليفي " الحوار العائلي "

ضمن فعاليات المؤتمر الاسري الثالث 2024 الذي نضم من قبل مركز تواصل للتنمية البشرية
والذي تحت شعار (( اسرتي سكنتم فؤادي ))

فقد حضر فريق بعلمي أرتقي (( معلمات المجال الثاني )) بمدرسة المنصور للتعليم الاساسي ح1 منطقة راس الخيمة التعليمية ورقه العمل التي طرحتها الدكتورابراهيم الخليفي تحت عنوان :

(( الحوار العائلي )) والتي كانت يوم الخميس الموافق 17 ابريل 2024 في المجمع الثقافي برأس الخيمة وننقل لكم هذه الورقه لتعم الفائدة ..

الشارقة

تفضل الدكتور في بداية الورقة بفنون الاتصال
والاتجاة الذي يطلب الناس الترقي
كما تحدث عن رباعية الشخصية الوالدية
وتحدث عن النقاط التالية :
قدر الذات ينمية من خلال : 1. الشعور بالانجاز بعد الاعتراف بالجهد
2. الشعور بالحصول على الاستحقاق الشخصي
3. نظرات الرضا ممن حوله

معنى التواصل :

عمليه مستمرة
تهدف للربط بين طرفين
بناء ارضية مشتركة
لفظيه وغير لفظية

معني الحوار :
منشط تواصلي
يهدف الى تقريب وجهات النظر
لا فرض فية للراي على الاخر
فية نضج للانفعالات

الحوار يعني الاخذ والعطاء
يعني الاستماع والانصات
والاستماع هنا بالاذن
والانصااات بالقلب

هدف التواصل : بناء تقدير الذات
نؤسس بالثناء مراكز الكفاءة
وندمر بالنقد تلك المراكز

مواضيع الحوار : قيمية تعليمية محاسبية مهارية ترويحية

تاسيس ثقافة الحوار في الاسره

اركانها : قيادة وقيم وممارسات

وتتاثر الثقافه بالمجتمع وتؤثر فيه

تكلم عن مجالات الكرم

وهي : الوقت
التغافل
المشاعر
الانصات

كيف نتقبل بعضنا :
1 ولقد كرمنا بني ادم
2 ركز على السلوك
3 استخدم انا الداله على الاهتمام
4 تعلم فن الحديث عن مشاعرك

التواصل غير اللفظي مثل تعابير الوجه الغمزات نبره الصوت .. الخ

كيف تقتل افكارك بالمقابل : مثل ماهذا الهواء ..؟؟ هذا لن يجدي نفعا .. هذا غير عملي ؟؟..الخ

وتكلم كيف نحيي فكرة مثال موافق ممتاز فكرة عظيمة .. الخ

ما النصيحته :
اعطاؤها : تزويد المقابل بكمعلومات عن ما احداثة سلوكة من اثر او مشاعر فيك

استلامها : تلقي معلومات حول ما احدثة سلوكك من اثار او مشاعر في الاخرين

النصح للارتقاء :
1 كن مركزا تجنب الشطط
2 ركز على السلوك انتبة لخطر التجريح
3 احرص على القيمة المضافة
4 خطط لهديتك : الوقت السياق حسن التغليف

الشارقة

الخلاصة :
1 التواصل : هو الروح التي تبني كيان الاسره
2 الحوار شارع ترددي فهو اخذ وعطاء
3 الاسر تتباين في مستوى ثقافتها بشان الحوار والتواصل
4 الحوار صناعة والتواصل علم وفن

بارك الله في الدكتور ابراهيم الخليفي وفي اسرته وكل من ساهم في تقديم هذا المؤتمر

تقبلوا تحياتنا نحن فريق بعلمي ارتقي

جزيتن الخير على هذه الفعاليات الرائعة
يا مدرسة الروائع والتميز
تغطية إعلامية موفقة وشكرا
<div tag="8|80|” >

فعاليات رائعة ، بارك الله فيك على المشاركة
شكرا اخواني ع المرور الكريم
ولكلماتكم كل الشكر والتقدير
كنت اتمني ان احضر المحاضره ولكن حين نقلتي لنا الحدث

فكأننا حضرناها معكم

معلمات رائعات انتم يا من اجتمعتن تحت سقف المنصور

يعطيج الف عافيه بعلمي ارتقي

وفريق بعلمي ارتقي موفقين ان شالله ونحن اولياء الامور معاكم حيثما كنتم

تسلمين غاليتي على ابدااااااااااااعج المميز

كانت محاضرة رااااااااااائعة وكان اجتماعنا أروع

وجزيل الشكر لتواصل وللأستاذ الفاضل عمر النعيمي

جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل وراااااااااااااااااااااااائع

جزاااااااااااااك الله خيرا

وبطرحك الرائع زدنا رقــيـــــاً " بعلمي ارتقي"

وننتظر المزيد

الشارقةالشارقةالشارقة

بارك الله فيكم حواتي علي التواجد الرائع الذي يستحق مني الثناء

وكل التقدير لتواصلكم