إلى المعلمة القديرة : ( المعلمة سوسو)
إلى الربان الماهر الحاذق الذي يستطيع أن يدير دفة مركبه، ليوصل من معه في المركب إلى الشاطئ الذي يريدون ، إلى الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب للآخرين، إلى الزهرة التي تذبل مع الزمن لتجعل غيرها من البراعم تنمو وتتفتح، وتأخذ دورها في الحياة، إلى من لا ينسى أبدا، ولن أنسى في يوم من الأيام أفاضله، فلا زالت كلمات الإرشاد والتوجيه التي كنت أسمعها ناقوسا يدق في كياني ( فيقول: تعلم واجتهد لتأخذ مكانك في هذه الحياة كما أخذنا مكانتنا ) ، إلى معلمتي كل الاحترام والتقدير والحب والامتنان بكل ما تفضل به علي عبر أعوام دراستي .
معلمتي…. بكل جارحة صادقة أكتب لقسمات وجهك البهي، ولكن ماذا أكتب، وكيف أصفك لأنني لو أردت أن أكتب عنك لكان يجب علي أن أصفك بقدرك الحقيقي، فأقف الآن وقلمي عاجزين أمام حضرتك وهيبتك وشموخك ورفعتك أيتها المربية، فلا نستطيع الصمود ولا يسعنا إلا عن نقف إجلالا واحتراما، اعترافا بجميلك وحسن صنعك، فكل إنسان على هذه الدنيا يقر لك ولا يستطيع النكران وبفضلك تحديت إعاقتي ولازلت أحاول يا أجمل معلمة تربية خاصة عرفتها .
إن من يربي الأولاد بجهده أحق بالاحترام والإكرام من الذين ينجبنهم …. فلا توجد مهنة في الدنيا تستحق التقدير والإكبار والوقوف عندها كمهنة التعليم والتعلم، فأنت القادرة على إعداد الأجيال ورجال المستقبل ليقوموا بوظائف البلاد وينهضوا بحضارة الأمة في جميع المجالات، فأنت الأساس ومرتكز الأمة في التقدم والعطاء .
و في نهاية مطافي لا أعرف ماذا أكتب يا معلمتي وخاصة أنني من الذين أشرفوا على إنهاء المرحلة المدرسية، فأسأل دائما نفسي وأحار في الجواب، ترى كيف لي أن أرد جميل معلمتي ؟ وماذا يمكن أن أقدم مقابل النور الذي وهبتني إياه فأنار به بصيرة قلبي وطور فيه أسلوب تفكيري من سوقي الكلام إلى منطق الحقيقة والبرهان ؟
معلمتي العزيز إذا انشغلت الناس وتاهت في خضم الحياة وغاصت بمستنقعها وتجاذبتها أطماع التجارة، فستبقى في ذاكرتي وأمام ناظري، فأنتي الأم المعلمة التي وهبت وأعطت دون مقابل، ولا أجد كلمة في معجم اللغات ولا في سطور الكتب تستحق شرف الارتقاء لشكرك، فلك مني ومن كل أبنائك أسمى آيات الحب والامتنان، أيها النبع الذي يرتوي منه كل ظمآن يريد الارتواء
وأتمنى أن تواصلي مهنتك كمعلمة تربية خاصة قد تتعجبين من رسالتي لكنني من الطلاب اللذين درستهم أرجوا أن تذكرني…
بالتوفيق
المعلمة سوسو
فبارك الله في جهودك يالمربية الفاضلة سوسو
وبالتوفيق والنجاح للمعلة المخلصة ملاك
قرار صائب ذاك الذي اتخذتَه بالتوجه لهذه المهنةالشريفة، والتصدي لحمل هذه الرسالة الخالدة، فقد وضعتَ قدميك في طريق البناءوالإعداد لهذه الأمة، ولستَ بحاجة أخي المعلم إلى أن أدبج لك المقال، وأستنجد لكاليراع.
أي خطأ يرتكبه ذاك الذي يظن التعليم وظيفة رسمية فحسب، وأي ظلم وإهانةللجيل والنشء – لا للمعلم وحده – تلك النظرة القاصرة التي تقلل من مكانة المعلم،وترى أن التعليم وظيفة من رضوا بالدون، وأخلدوا للدعة، وتركوا التسابق للمراتب العالية.
وكم أتهلل بشراً وأسعد حين أراك أخي .. أختي المعلمة يا من تحمل بين طياتك نفساً صادقة، وقلباً حارًّا يحترق على واقع أمته، ويتألم لحال الشباب بنين وبنات . ومع ذلك فلم يكن هذا الهم عائقاً لك ومثبطاً، بل أنت تحمل طموحاً صادقاً، ونفساً أبية متطلعةللإصلاح والتغيير. ولم يقف الحد عند هذه المشاعر، فها أنا أرى ثمرات جهدك، ونتاجعملك، بارك الله فيك، وزادك علماً وعملاً.