تخطى إلى المحتوى

تطور النشاط المدرسي

فكرة النشاط وصورها التطبيقية لا تعتبر فكرة حديثة ، بل هي قديمة قدم نشأة التعليم نفسه . فقد انتشرت أيام الإغريق والرومان الدراما والموسيقى والمناظرة والرياضة البدنية . وقد مرت المناشط بمراحل أربع :
o المرحلة الأولى : تجاهلت المناشط ، حيث كان عددها قليلاً ذا شأن ضئيل ، وقد سارت دون تدخل المدرسة ودون اتصال بأهدافها ؛ حيث كان اهتمام المعلمين مقتصراً على المواد الدراسية دونما التفات إلى مناشط الطلاب في الأمور غير العقلية .
o المرحلة الثانية : معارضة المناشط من قبل إدارة المدرسة ، حيث ازداد عددها وطغت على وقت الطلاب وهددت الجو الأكاديمي ، فقد كانت تشكل تحدياً للمواد الأكاديمية واعتبرت أداة تصرف الطلاب عن عملهم المدرسي العلمي .
o المرحلة الثالثة : تقبل هذه المناشط خارج إطار المنهج واعتبارها جزءاً من وظيفة المدرس . وقد ساعد على ذلك التحول في مكانة المناشط داخل المدرسة اهتمام الطلاب وأولياء الأمور بهذه المناشط ، والفلسفة التربوية التي أفسحت المجال لنمو المهارات الشخصية والاجتماعية .
o المرحلة الرابعة : الاهتمام بالمناشط ، وذلك حين تغيرت النظرية التربوية من مرحلة الاهتمام بالمعلومات إلى مرحلة الاهتمام بنمو القدرات الشخصية والاجتماعية التي تتضمن اتجاهات وأنماط سلوكية سليمة تؤدي إلى حياة سعيدة في مجتمعات ديمقراطية . واعتبرت القيم التربوية أمراً مهماً وأدمجت في المناهج المدرسية ، وأصبحت المدارس تؤمن بالتعليم عن طريق الخبرة ، وبأن المناشط ذات قيمة تربوية مفيدة ، حيث أن كل الخبرات التي تقابل الطالب في المدرسة جزء من المنهج المدرسي ، وأن المناشط تمد الطالب بخبرات ذات قيمة ، ومن ثم فليست المناشط زائدة على المنهج أو خارجه عنه ، ولذلك أطلق عليها المناشط المصاحبة للمنهج . غير أن هذه التسمية قد تعني الانفصال أو البعد عن المنهج ، وخير تسمية لها : المناشط غير الصفية ، أو المناشط الطلابية.
وقد شهد القرن التاسع عشر والقرن العشرون تطورات واضحة في أوجه النشاط التي يمارسها الطلاب داخل المنهج وخارجه ، بجانب النشاط الذي يقومون به مرتبطاً بالمواد الدراسية ، أو مرتبطاً بميول كل طالب ورغباته مثل التمثيل والتمرينات الرياضية والصحافة والمناظرات والتصوير والرحلات.
وهذه المناشط ليست وليدة العصر الحديث ، بل ترجع إلى الإغريق والرومان . فالألعاب الرياضية والموسيقى والمناظرات كانت جزءاً أساسياً من المنهج الدراسي . غير أن أهمية هذه المناشط قد تضاءلت بعد الإغريق والرومان وأصبحت غير ممثلة في المنهج الدراسي وغير مرتبطة به ، أي عملاً غير مطلوب يجوز لبعض الطلاب المشاركة فيه أو عدم الالتفات إليه رغم أهميته كعامل أساسي في العملية التعليمية ، يسير متأنياً معها ولا ينفصل عنها أو يمارس خارج نطاقها ، ولذلك أمكن تسميته بالنشاط المصاحب للمنهج وليس النشاط الإضافي على المنهج كما كان في الماضي .
وجدير بالذكر أن تسمية النشاط بأسماء ، منها النشاط اخرج المنهج ، أو الزائد عن المنهج ، أو نشاط لا صفي ، أو لا منهجي ، أو إضافي .. تسميات مضللة لأن النشاط الذي يمراسه الطلاب داخل المدرسة وخارج الفصل الدراسي جزء متكامل من المنهج المدرسي . فبرامج النشاط تعطي فرصاً للطلاب لإثراء ميولهم وإثارة دافعيتهم .
وللموضوع بقية
أشرف عبد العظيم محمد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg intro01.jpg‏ (7.3 كيلوبايت, المشاهدات 8)
الشارقة
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg intro01.jpg‏ (7.3 كيلوبايت, المشاهدات 8)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.