تخطى إلى المحتوى

هدية قيمة

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي الأعزة… ما أسعدنا عندما نتباذل الخير ونتخير أطايب القول وبدائع الفكر وروائع الحكم ويدعو كل منا إخوانه إلى موائدها عسى أن يكون لنا من الأجر في نشر ثقافة الهدى والفكر الرشيد والقول السديد مثل أجر قائليه !!!!…… مقالة قرأتها وجدت فيها خيراً كثيراُ أحببت من كل منكم أن يقرأها أوتقرأها بروية… ففيها من الخير كثير مما يجدر بنا أن نقف عنده وننهل من فرائده وفوائده
هذه المقالة بعنوان صورتان متقابلتان….. للدكتور عبد الكريم بكار
مع تحيات أخيكم طارق

<div tag="1|80|” >صورتان متقابلتان

نستطيع القول: إن لكل شيء من الأشياء وجودين:
الأول: وجود ذاتي، طابعه العام الاستقلال.
والثاني: وجود (علائقي) طابعه العام الافتقار والاتصال، ونحن في العادة لا نهتم بالوجود الثاني، ولا نبحث فيه؛ لأن تركيزنا كثيراً ما يكون على الوجود الذاتي، مع أن الذي ثبت أن ما حولنا يؤثر فينا على نحو طاغٍ إلى درجة يصحّ معها القول: إن الشيء هبة علاقاته. ولا أريد الآن شرح هذه المسألة، وإنما أودّ الإشارة إلى شيء مهم هو تفاوت الناس في نظرتهم إلى الأشياء والمعطيات المحيطة بهم، وهذا التفاوت نابع من ارتباك الوعي في التعامل مع كل ما يتصل بعالم العلاقات؛ فإحساسنا بأننا مختلفون عمّا حولنا يجعلنا نشعر بالكثير من المشاعر المتناقضة. وإذا أردنا المضيّ مع الأمور إلى حدّها الأقصى، فإننا سنقول إن لدينا في تعامل الناس مع محيطهم صورتين متقابلتين: صورة طابعها التنافس وصورة طابعها المؤازرة والتعاون، ولعلي ألقي الضوء على كل منهما عبر المفردات الآتية:
صورة العداء والتنافس:
حين يتضخم الشعور بالوجود الذاتي على حساب الوجود العلائقي، فإن المتوقع حينئذ هو جنوح الإنسان إلى جعل علاقته بمحيطه وبيئته قائمة على التناقض والتنافس والعداء: إما أنا، وإما من حولي، وبالتالي فإنّ الهمّ الذي يسيطر عليه حينئذ هو كيفية استغلال علاقته بالأشياء لحسابه الشخصي. إنه إنسان مشغول بالأخذ والاستحواذ، ولا يمثل (العطاء) بالنسبة إليه أي همٍّ أو هاجس، بل هو الشيء الذي لا يحب أن يتذكره، ولا يحب من يذكِّره به. علاقة العداء والتنافس هذه تقوم على عدد من الأسس، منها:
1- عقليّة الشحّ والضيق والتي تقوم على أساس محدودية كل شيء، وكون الطلب دائماً أكثر من العرض، والشيطان هو الذي يدعم هذه العقلية، وهذا واضح في قول الله ـ تعالى ـ : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). [البقرة: 268].
2- الخوف من مكر القريب والبعيد والخوف من مفاجآت الأقدار، والخوف من غدر الموظفين والعمال، والخوف من تغيّر الظروف العامة…. الخوف من كل شيء، ولهذا فلا بد من الاستعداد، وخير استعداد لذلك هو تملّك كل ما يمكن تملّكه ومن كل شيء.
3- يعتقد أصحاب هذه الصورة: أن الصراع هو العلاقة الأساسية في الوجود، ولاسيما في عالم الكائنات الحية، حيث لا تمر لحظة حتى يلتهم كائن حي كائناً آخر، ولا تمرّ لحظة حتى تحدث مئات من وقائع الظلم والعدوان، ولهذا فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.
إن نتائج هذا التصور لعلاقة الإنسان ببيئته وما يحيط به هي التدمير والإتلاف، وهذا ما بتـنا نلاحظه اليوم على نطاق واسع، فقد كان الآباء والأجداد يفخرون بحفاظهم على الأشياء واستخدامهم لها فترات طويلة، أما اليوم فالناس يفخرون بسرعة تخلصهم من الأشياء القديمة وسرعة إحلال أشياء جديدة محلها.
صورة التعاون والمؤازرة:
تقوم هذه الصورة على أساس أننا جميعاً مخلوقات لله ـ تعالى ـ ولهذا فنحن وكل ما يحيط بنا من حيّ وجماد عبارة عن مفردات في منظومة ضخمة، والعلاقة التي تربط بيننا هي (التسخير) وحتى يستمر التسخير، فإن العلاقة التي يجب أن تسود هي الرعاية والتعاون، والاهتمام المتبادل، وإن النصوص التي تدلّ على أهمية الحفاظ على الموارد والدالّة على الرفق بالحيوان كثيرة ومعروفة، والأكثر منها النصوص التي تحث على رحمة الإنسان بأخيه الإنسان، حيث إن مصير البشر واحد مهما باعدت بينهم الجغرافيا، وفرَّقتهم السياسة.
هذه الصورة هي الصورة الإسلامية، والأساس الفلسفي الذي تقوم عليه يؤكد على شيء جوهري هو: إذا أردت أن تتمتع بشيء، فاسمح لمحيطك أن يتمتع به؛ لأنك لا تستطيع أن تبني جزيرة للسعادة في بحر يموج بالشقاء والحرمان والظلم..
هل تريد أن تكون حراً مصون الكرامة؟
إذن ساعد غيرك ممن يحيطون بك على أن يكونوا أحراراً، وإذا انتهكت حرياتهم، فدافع عنها؛ لأنك بذلك تدافع عن حريتك.
هل تريد أن تكون ناجحاً؟
إذن فتقاسم النجاح مع من حولك، ولهذا فإن من المهم أن يعود شيء من نجاح الأب على أسرته، وشيء من نجاح رب العمل على عمّاله، وشيء من نجاح الدولة على شعبها …
هل تريد أن تكون سعيداً؟
إذن أشركْ غيرك في سعادتك من خلال الابتسام والتقدير والإحسان…
هل تريد أن تكون عزيزاً؟
إذن لا تسحق من حولك، وساعدهم على أن يعيشوا أعزّاء … بعض الناس يذلّون من حولهم حتى يتمتعوا بالعزة، ولكنهم لن يجدوها؛ لأن الذين سحقوهم هم الذين سيمنحونهم الاعتراف، ولا قيمة لاعترافِ مسحوق.
إنّ ما يُسمّى بـ (الكليات الخمس) يؤسس لهذا المعنى؛ فالمسلم مطالب بأن يحافظ على دينه وتديّنه، وعلى نفسه، وعقله، وعرضه، وماله، ومطالب كذلك بأن يساعد إخوانه المسلمين على مثل ذلك.
هذه الصورة تقوم على الآتي:
1- علاقتنا ببعضنا وبالأشياء هي فرع من علاقتنا بالله ـ تعالى ـ والذي يأمرنا بالتعاون والتراحم والاقتصاد في الإنفاق والحفاظ على الموارد.
2- الثقة في أن في فضل الله ـ تعالى ـ ما يكفي الجميع، بشرط أن نبدع ونعمل بجدية وإخلاص.
3- ما في الأرض يكفي جميع الناس، لكنه ليس كافياً لتلبية رغبات رجل واحد، ولهذا فلا بد من وضع حدود لرغباتنا.
4- نحن نعرف أن التنافس موجود في هذه الحياة، وهو في الغالب متصل بانحطاط المدنية، ولهذا فإن كل تنافس ينبغي أن يفضي إلى التعاون بين المتنافسين، وما لم نعمل على ذلك ونستهدفه، فإن التنافس يتحول إلى احتيال وبغي وعدوان.
5- القاعدة العامة في علاقتنا بمحيطنا مختصرة ومركزة في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ــ: "من أحب أن يُزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يُؤتى إليه". رواه مسلم. وقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". متفق عليه.
إذا أردنا لهذه الصورة أن تسود، فإن علينا أن ندعِّمها بالكثير من المبادرات والبرامج التطوعية والخيرية، وبالكثير من النظم والقوانين التي تحول دون بغي الناس بعضهم على بعض

.

الشارقة

الأستاذ الفاضل / طارق

أولا يطيب لي أن أشكر الدكتور عبدالكريم بكار للمقال الطيب

كما و أشكر الأستاذ طارق على طيب ما انتقى لنا .. من

روائع .. مقال تحليلي جميل و عميق .. يحمل معان ٍ عظيمة

ليتنا نتدبرها و نعيها جيدا ..

الشارقة

فالصورتان المتقابلتان و اقع يعيشه كل منا و لكن

الكيس الفطن هو الذي يستطيع اهتبال الفرص

لتعميق نظرته للأشياء من حوله فلا يعيش

لذاته و إنما يعيش بها فيمن حوله ..

و المحيط يلعب دورا كبيرا في إظهار الذات و تجسيد

العلامات الفارقة لدى كل منا ..

نحتاج الأول بقدر احتياجنا للثاني .. و إن كنا نرغب

بأحدهما أكثر – و هي طبيعة بشرية لدى الأغلب –

ممن تحكمه النزعة لتقديم الأفضل لغيره .. تحقيقا لمبدأ

أحب لأخيك ما تحب لنفسك ..

نسأل الله الخير للجميع و بانتظار جميل تواصلك و الأخوة

الكرام في هذا الطرح الطيب .. أكرر الشكر أستاذي

طارق و حياك الله ..

أختكم / الحور الغيد

الشارقة

مشرفنا طارق
بارك الله فيك على روائع مانقلت أناملك من واقع نتمنى أن يجسد العلاقات الحميمة بين الناس وليس لي أضافة بعدك وبعد إضافة مشرفتنا الحور الغيد بارك الله فيكم
الا أن أؤكد أن لنجاح أي علاقة لابد من الاتصال الجيد بين الطرفين والتأكد من ان كلا الطرفين قد استوعب رسالة الآخر
___________
الأستاذ والأخ الكريم بدر الحوسني
الأستاذة الفاضلة والأخت الموقرة
المشرفة المتميزة
الحور الغيد
نعم إنها الحياة مزعة الآخرة فقل فيها قولا سديداً طيباً يصعد إلى الله فيتقبله ويدخره لك
أو اعمل عملاً صالحا رشيداً نافعاً ..يرفعه بحسن قبوله ويدخره لك…
أو انقل للناس من خير ماقيل أو صالح ماعُمِلَ يرشد به من رشد وينفع الله به من نفع يكن لك مثل أجر من قال ومن به عمل
دمتم وطبتم

<div tag="7|80|” >الاستاذ الفاضل .. طارق

بوركت أخي اختيار موفق وياليت تعيها أذن واعيه تضع أوامر الله أمام أعينها

وتقدر وتحب الخير للجميع وتحرص على المساواة في كل شي ..

عالم واسع ونفوس بشرية متنوعه .. ويجب ان نتمعن ونعمق نظرتنا للأشياء

فلا يمكننا أن نعيش لذواتنا فقط و إنما ليعيش كل من حولنا ويسعد ..

كل الشكر لك استاذي الفاضل ..

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.