تخطى إلى المحتوى

مَنْ يَصْنَعُ الحياةِ ؟

  • بواسطة

مَنْ يَصْنَعُ الحياةِ ؟

السادة مديري ومديرات المؤسسات التربوية ..الشارقة الشارقة الشارقة

صناعة الحياة هي أن يكون لك دور رِيادي في هذه الحياة … هي أن تكون فاعلاً في حركة الحياة وقيادة المستقبل … هي أن تكون شيئاً نافعاً في دنيا الناس … هي أن تضيف شيئاً جديداً في الحياة ، إذ مَنْ لم يزد شيئاً في هذه الدنيا فهو زائد عليها … هي أن تكون رقماً صعباً لا يستهان به ، وأن لا يكون حالك كحال من ذكرهم القائل حين قال :

ويُقْضَي الأمرُ حِينَ تَغِيبُ تَيِّمُ ولا يُسْتَأذَنُون وهُم شُهُود

صناعة الحياة هي أن تكون قائداً فذاً تقود الآخرين وتؤثر فيهم وتكون لهم إماماً في الخير ، تأسياً بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حين وصفه الله تعالى فقال :" إنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً "

إنّ صناعة الحياة هي أن تترك بصماتك في هذا الكون ، وأَنْ تُخَلِّف لك أثراً وذكراً عطراً جميلاً ينفعك في الدنيا والآخرة ، إذ لكل إنسان وجود وأثر ، ووجوده لا يغني عن أثره ، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده ، والسؤال الذي يبزغ هنا هو :

من الذي يمكنه قيادة الآخرين والتأثير فيهم وصناعة الحياة وإحداث طفرات نوعية في واقع الناس ؟

تُرَى هل هم أصحاب الشهادات العليا ؟ أم هم أصحاب المناصب والجاه والمستويات الاجتماعية الرفيعة ؟ أم هم ذوو المال ورجال الأعمال ؟ أو ربما هم أصحاب الأجسام القوية والوجوه الوسيمة الجميلة ؟ أم قد يكونون هم الأذكياء والعباقرة الأفذاذ ؟ أم غيرهم ؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال نود الإشارة إلى أنه ما من إنسان إلا ويتمنى أن يكون شيئاً مهماً في هذه الحياة ، ولو أنك جئت إلى صعلوك لا قيمة له وقلت له : يا صعلوك أو يا تافه ، لسبك وشتمك ، ولو ناديت جاهلا قابعاً في ظلمات الجهل وقلت له : يا جاهل ، لربما صفعك على وجهك صفعة أطارت الشرر من عينيك ، ذلك لأن أمنية كل إنسان أن يكون له وزن في دنيا الناس ، وأن يُعد رقماً صعباً لا صفراً لا قيمة له .

إن الإجابة عن السؤال سالف الذكر تحتاج إلى تبيان وتوضيح ، ويمكن ذلك في النقاط السبع التالية :

1 – زَكَاةُ النِّعَمِ

إن الله قد يهب بعض الناس نعمة أو نعماً كثيرة مثل : وجاهة ، ومؤهل أكاديمي ، منصب ، مال ، ذكاء ، قوة جسدية ، أو غير ذلك ، وكلما زادت هذه النعم كلما كان لزاماً على الإنسان أن يؤدي حقها ، وحقها بإنفاقها لا بحبسها ، أي : باستخدامها لما فيه نفع الآخرين.

2- كُنُوزٌ كَامِنَةٌ

كل نعمة من النعم سالفة الذكر قد يكون لها تأثير إيجابي في تمكين صاحبها وزيادة تأثيره في الحياة ، لذا يحسن بالعاقل استثمارها وإلا فهي كنوز كامنة معطلة ينظر إليها صاحبها ولا يتذوق حلاوتها .

3 – دافع ذاتي

كثير من الناس لا يمتلكون الدافعية الذاتية التي تمكنهم من تفجير طاقاتهم وتسخير إمكاناتهم لتحقيق واقع مشرف لهم ولأمتهم وفي هذا يقول شوقي :

شباب قنع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا

4 – النجاح الحقيقي

إن النجاح الحقيقي الذي يحق لصاحبه الافتخار به هو ذلك النجاح الذي صنعه هو ببذله وجهده وطول عنائه ، أما الذي يفخر بأمجاد آبائه وأجداده التي ولت وهو لا يصنع شيئاً ولا يستكمل هذه الأمجاد أو يضيف إليها ما يحفظها ويرفعها ، فهذا مسكين يستحق الرثاء والشفقة .

5 – رجل مهم جداً

إن من عدالة الله عز وجل في خلقه أنه لم يجعل الغلبة والقيادة والتأثير وصناعة الحياة حكراً على فئة ( vip ) وإنما رفع أناساً لم يكن لهم شأن ، وأعز أقواما لم يكونوا سادة القوم ، وقدم نفراً ممن كانوا في المؤخرة ، وأخرج من بين الضعفاء أئمة وقادة ، كما قال تعالى :" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " القصص الآية 5

6 – عقدة النقص

إن أسوأ ما يبتلى به المرء أن يصاب بعقدة النقص فيشعر أنه غير مؤهل للتأثير وصناعة الحياة ، وأنه ناقص ، ولا يمكن له استكمال نقصه وسد ثغراته ، فيشعر بالدون ويتبادر إلى ذهنه دائماً أن غيره أكمل منه واقدر على قيادة الحياة ، ولذا تراه منطوياً على نفسه ، منكسراً في ذاته ، مكبلاً بأوهامه ن عاجزاً عن فعل أي شيء حتى لو كان بإمكانه فعله .

ولم أر في عيوب النّاس عيباً كنقص القادرين على التمام

يقول ( كنونفوشيوس ) : إن ما يثير قلقي هو أن لا أتحسن في مجالات تفوقي ، وأن لا أستفيد من كل ما درسته ، وأن أعرف ما هو الشيء الملائم والصحيح ولا أستطيع أن أتغير لأحققه ، وأن أكون غير قادر على معالجة مواطن إخفاقي وعجزي .

7 – الصدر أو القبر

إن صناعة التأثير إنما تنبع من ذات الإنسان مهما كانت مؤهلاته الأكاديمية أو قدراته العقلية أو منصبه الوظيفي أو مستواه الاجتماعي أو خبرته الحياتية أو جنسه أو كبر سنه أو إمكاناته المادية او غير ذلك .

تأخرت أستبق الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما

وأخيرا وليس آخراً :

إن كل إنسان يستطيع – بعد توفيق الله – أن يصنع الحياة لو قرر واجتهد لتحقيق ذلك .

معاً نصنع الحياة

منقول

بارك الله فيك
وجزاكِ خير الجزاء على مانقلته لنا
مشاركة رائعة كما عهدناك
نحن بانتظار المزيد منك
يعطيج العافية رفيقتي الحبيبة

موضوع رائع جدا

الصراحه روووووووووووووووووووووعة
شكراً لك
أختنا الفاضلة
بين السطور
لهذه السطور النافعة
والاختيار العَطِر الميمون المبارك
وهذا شأن النحل لايحمل إلا طيباً ولايقدم إلا طيباً

من يصنع الحياة ؟
تأسرني كلمة صناعة الحياة دائما
فأرى بأن الصناعة لا تصل لأرقى مستوياتها
إلا إذا كانت مهارة أو فنا
في كل ما ذكرته الأخت الفاضلة
ربما تختلف الإجابة من عقل لآخر
لكني على ثقة بأن الاتفاق سيكون
على أن الصناعة فن يعطى و يؤخذ
فيه المبتدئ و المحترف
تحياتي لك
بين السطور

ما شاء الله .. جهد مميز .. وعمل رائع

بوركتم على هذه المشاركة القيمة

في ميزان حسناتكم ان شاء الله

في انتظار جديدكم القادم

الى الامام دائما ..

الشارقة

بارك الله فيك على هذا الانتقاء الرائع وبانتظار جديدك

شكراً لكِ يا أستاذة على الطرح الرائـــــــــــــــــــــع . .
يعطيك الف عافية ما شاء الله روعة
موضوع رائع جدا
يستحق الطرح
شكرا غاليتي
الشارقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.