تخطى إلى المحتوى

لا تيأس

  • بواسطة
أردت فقط أن أعرف، إن كان بمقدورنا أن نفعلها، مثلما فعلها كريستوفر كولومبوس من قبل. عندما أقدم على عمل شيء لم يحدث من قبل. عندما تبحر في مياه مجهولة، ولا تعرف وجهتك. عندما لا تعرف، ما ستجد حين تصل. لكنك على الأقل ذاهب إلى مكان ما”. – تيد تيرنر

ولد روبرت إدوارد تيرنر الثالث (أو تيد تيرنر، اختصاراً) مؤسسة شبكة سي إن إن الإخبارية، في 19 نوفمبر 1938م في سينسيناتي، بولاية أوهايو الأمريكية. استطاع والده، إيد تيرنر إنشاء شركة لإنتاج لوحات الإعلانات-من لا شيء. عندما ناهز تيد تيرنر الثانية والعشرين من عمره، كانت الشركة التي أسسها والده شركة “ تيرنر للإعلان “ قد نمت ووصل إجمالي حركة رأس المال العامل فيها إلى قرابة المليون دولار.
استطاع والده تحقيق هذا الإنجاز، على الرغم من أنه كان يعاني من الاكتئاب. ساءت حالته شيئاً فشيئاً، إلى أن أقدم على الانتحار بمسدس في 1963م. وقتها كان تيد تيرنر في الرابعة والعشرين، ليصبح الرئيس التنفيذي لشركة "تيرنر للإعلان".
يقول تيد تيرنر "لقد جئت من عائلة مصابة بالاكتئاب حيث بدأ والدي من لا شيء. كان يعتقد أنه لكي يكون المرء ناجحاً، عليه أن يكسب الكثير من المال وأن يمتلك السلطة. عندما كان في الثالثة والخمسين، من عمره، أصيب بانهيار عصبي، وانتحر برصاصة في الرأس… آهـ، لقد أحببت هذا الرجل حباً جماً. كان والدي، وكنا قريبين جداً من بعضنا البعض. لكنني قضيت أوقاتاً طويلة أحاول أن أتبين المسلك الخاطئ في حياته. لقد ركز أكثر مما ينبغي على النجاح المادي. أستطيع أن أقول إنه البريق الكاذب أو السراب."
"لقد كبرت وكبرت معي عقيدة عمل نقشت في وجداني، تقول: “ لكي تكون ناجحاً … كن ناجحاً “. طوال حياتي، ظل يراودني إحساس مريع بأنني ربما لن أكون ناجحاً. لقد توفي والدي حين كنت في الرابعة والعشرين وقد كان هو حقاً الشخص الذي كنت أتوقع أن يكون الحكم، على ما إذا كنت ناجحاً أم لا. لذلك حين نشرت صورتي، أخيراً، كغلاف لمجلة Success (النجاح)، لوحت بها، وقلت: "أبي. هل ترى هذا؟ لقد أصبحت صورتي غلافاً لمجلة النجاح: هل هذا كاف؟."
بحلول 1970م، جعل تيد تيرنر من شركة الإعلان التي خلفها له والده شركة عملاقة، حجم أعمالها بالملايين وذلك من خلال إندماجات متعددة. فقرر شراء محطة تلفزيون، مقرها أتلانتا بولاية جورجيا، تدعى "القناة 17"، كانت تخسر 600 ألف دولار سنوياً. ولم تكد تمر ستة شهور، حتى اشترى محطة أخرى هي القناة 36، في تشارلوت، بولاية نورث كارولينا.
يقول تيد تيرنر: “ حينما اشتريت القناة 17 كنت مستهجناً من الجميع. فقد كانت هذه المحطة على أعتاب الموت بالفعل. لكنني لم أخدع أحداً. لقد أخبرت الجميع أنني لا أعرف شيئاً بشأن صناعة التلفزيون. وأخبرني المحاسبون، العاملون لدي، أننا في سبيلنا إلى الإفلاس. ورموني بالجنون.
"إنني أعجب أيما عجب حين يقول الناس، إنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً. فلا شيء يثلج صدري أكثر من ذلك، لأنه طوال حياتي وأنا أسمع الناس يقولون إنني لن أنجح. إن سر نجاحي، هو أنه في كل مرة أحاول أن أذهب إلى أقصى ما أستطيع. فحين أصعد التلال تتراءى لي الجبال، التي ما ألبث أن أبدأ في تسلقها."
"إن قاموس مفرداتي لا يحوي عبارة “ إذا فشلنا “ " – تيد تيرنر.
نجحت سي إن إن لأن شهية تيد تيرنر المفتوحة للمخاطرة أتاحت له امتلاك "الرؤية" ليكون له قصب السبق. لقد جمع زمرة من المنشقين الذين تخلوا عن كل شيء في حياتهم من أجل النجاح. ولم يكن للتصنيفات الأولية أي معنى فلم يكن هناك من يعرف حقاً كم ستبلغ كلفة إنشاء المحطة أو حتى يبالي بذلك. في ظل المنافسة، فضل العاملون في سي إن إن المضي قدماً بدلاً من النكوص والتراجع.
عن كتاب: سي إن إن – القصة من الداخل كيف استطاعت زمرة من المنشقين تغيير صناعة الأخبار التلفزيونية
المؤلف: هانك ويتمور

<div tag="8|80|” >

بارك الله فيك أخي الفاضل على المشاركة الجميلة والمفيدة
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.