أكتفي اليوم بما كتبت ، وأستعين بالله على مساهمة أخرى .. والسلام على من يقرأ رسالتي هذه ورحمة الله وبركاته ..
ولقد آلمني مارأيت في المنتديات الحوارية من ضعف عجيب في استخدام اللغة العربية في الحوار
بل إن الأدهى من ذلك استبدالها بكلمات أجنبية في الشكر والثناء والطلب والأمر والإعتذار .
وكان حريا برواد المنتديات -طبعا ليس كلها- أن يستغلوا وجودهم فيها وحواراتهم في تطوير لغتهم واستفادتهم من غيرهم والمبادرة بالحوار بها ولو كان فيها أخطاء بداية لكن المرء يتعلم ويصيب ويخطىء وبذلك يتقوى .
والله الموفق.
كتبت الرد على عجالة من أمري .
من يحتمل هذا الاعوجاج اللغويّ على ألسنة حماتها ، وأين نجد من يمتع أسماعنا بصوت طيب في الإذاعة أو الجهاز المرئي ، لغة الجمال والبيان لم تعد مسموعة ، حتى في المنتديات الأدبية ، نقرأ لغة ممجوجة هشة ، فويح أهل القرآن ؛ باتوا لا يتقنون لغتهم ، ويستسهلون العامية في أرقى نقاشاتهم وحواراتهم الفكرية ، فأين جمال الألفاظ والإيحاء ، وصدق الإخلاص للغة الوحي والتنزيل ..
لكنها ستظل حية رغم ما يكتنفها ، حية في الأعماق ،أصيلة النبض والفكرة .
ولكن ..
ويح العربية منا .. وحنانيك يا أمتي على العربية ، لا تدعي عروقها تجفّ في واد الحروف الدخيلة ؛
وتذكري يا أمتي أنها سادت العالم اثنا عشر قرنا ، سادته عقيدة وحضارة وقيما ..
هي صرخة الوجع تطلقها العربية لغة القرآن ، لغة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، لغة أهل الجنة ، لغة الأدباء والفلاسفة والعلماء .. فهل نلتفت إليها ؟!
فقرة من مقال لم أنشره…
أجمعين وبعد :
أستاذي المعلّم القديم لقد أثرت في نفسي شجونا قد علاها الرماد ولكنّها كالجمر تحتاج من ينفض عنها ما علاها حتّى تتّقد من جديد .
أستاذي أريد أن أهمس لك قائلا : إذا كان حملة لواء العربية من المدرّسين يتكلمون في صفوفهم العاميّة المعجّمة – ولقد رأيت هذا عندما كنت مشرفا تربويا – فلا عتب على الباقين .
علينا – مدرّسي اللّغة العربيّة – أن نكون قدوة لغيرنا من مدرّسي المواد الأخرى ، ويجب أن يكون هذا قولا وفعلا ، وأعتبر الكلام الفصيح سنّة عن النبي – صلى الله عليه وسلّم – لأنّ السنّة هي اتباع الرسول – صلى الله عليه وسلّم – في أقواله وأفعاله وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – حين قال :أنا أفصح العرب بيد أنّي من قريش.
و نتذكّر أبياتا جميلة للشاعر حافظ إبراهيم حيث قال :
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي و ناديت قومي فاحتسبت حياتي
– رموني بعقم في الشباب و ليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي
– ولدت و لما لم أجد لعرائسي رجالاً و أكفاء وأدت بناتي
– و سعت كتاب الله لفظاً و غاية و ما ضقت عن أي به و عظات
– فكيف أعجز عن وصف آلة و تنسيق أسماء لمخترعات
– أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى و تبلى محاسني و منكم و إن عز الدواء أساتي
– فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي
– أرى لرجال الغرب عزاً و منعة و كم عز أقوام بعز لغات
– أتوا أهلهم بالمعجزات تفنناً فيا ليتكم تأتون بالكلمات
– أيطربكم من جانب الغرب ناعب ينادي بوأدي في ربيع حياتي
– و لو تزجرون الطير يوماً علمتم بما تحته من عثرة و شتات
– أرى كل يوم بالجرائد مزلقا من القبر يدنيني بغير أناة
– أيهجرني قومي عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل برواة
– سرت لوثة العجام فيها كما سرى لعاب الأفاعي في مسيل فرات
– فجائت كثوب ضم سبعين رقعة مشكلة اللوان مختلفات
هذا والكلام في هذا الموضوع ذو شجون ، نسأل الله العفو والعافية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم شكري وامتناني على هذا التعاون ، والشد على يد كانت تظن أنها واحدة
فإذا الهم واحد ، والغيارى كثيرون ..
أستطيع أن أجد السند ، بل والمتسابقين إلى هذا الميدان ( سيما ونحن في مدونة الشارقة ، شارقة الثقافة العربية الآصيلة ، شارقة الشيخ الغيور الجسور المثقف الدكتور سلطان القاسمي ـ حفظه الله وسدد خطاه ـ
والآن إخوتي : إليكم الهم الثاني :
قبل أسبوعين ، تابعت محاضرة على محطة الجزيرة مباشر ، قدمها الدكتور مازن المبارك ( جامعة دمشق )يتكلم في هذا الهم . ومما جاء في كلمته : صوّت البرلمان الفرنسي لصالح مشروع قرار يعاقب من يخطئ في لغتهم الوطنية ، أو يستبدل بألفاظها لهجات محلية غير فصيحة أو يكتب في الكتب المدرسية أو الصحف ما يعتبرونه خطأ شائنا بحق لغتهم ..!
تأوهت ، واعتصرني الألم ، وتمنيت أن يعلو هذا الصوت في وجه من يخرق ميثاق شرف لغتنا ، لغة القرآن ، لغة الحياة ، لغة الحضارة والفنون والعلوم المتجددة الخالدة ؛ كما فعل أولئك القوم ؛ لكني تذكرت موقفا من ولي أمر مثقف ( طبيب ـ إي والله طبيب) يجادلني في درجة امتحان ولده الضعيفة في اللغة العربية ؛ ليتطاول على اللغة كلها وأن : لاحاجة للنحو والصرف والتنقيط وعلامات الإعراب فهذا يعرقل فهم الطلاب ـ وليس ولده فقط ـ للعلوم الأخرى ..
ترك عندي صدمة ، وترحمت على درة عمر بن الخطاب ، وسيف علي ( رضي الله عنهما ) لقطع ألسنة من يتطاول على أصالتنا ، وهويتنا ، وأمنا الحبيبة ..
وللموضوع متابعة ـ إن شاء الله ـ
ما إن أدخل قاعة امتحانٍ ملاحظاً ، حتى يسيطر عليّ هاجس صحة لغة ورقة الامتحان ـ أيّا كانت المادة ـ ليس تصيّداً للأخطاء اللغوية ، بل أنتهزها فرصة لتشجيع الطالب أن يتدرب على التصويب الذاتي
علّمت أبنائي الطلاب ـ خاصة أعضاء جمعية أصدقاء اللغة العربية ـأن يسجل ـ كل بطريقته ـ كل ما يشتبه عليه من أخطاء لغوية ؛ ولكل خمسة أخطاء يكتشفها حبة من المصاص أو ما يتيسر ، صدقوني أنهم أحبوا الفكرة ، وكثر أنصاراللغة العربية . وأحبوني أيضا .
كانت النتائج مذهلة ؛ لم تخل ورقة من أخطاء ( ليست مطبعية طبعاً ) بل في صيغة تعبيرها ، أو إعرابها ، أو إملائها ؛ في أغلب المواد ..!
هنا تذكرت وأنا في حالة أسف وعتب موقفا كنت قرأت عنه لمدرس في أوربا رفع شكوى قانونية في بلده ضد من صاغ ورقة امتحان في مادة الرياضيات كثرت فيها الأخطاء ـ حسب لغتهم ـ
قلت حينها معلقا على الخبر ـــــــ : لكن اللغـــة العربيـــة لا بواكي عليها ـــــــــ بل يبكون منها ..! لم لاتعرض ورقة الامتحان على مدقق لغوي ؟! أليس ذلك أقل واجب نؤديه من أجل رعاية مستمرة للغتنا العربيه ؟؟؟؟ ليتهم يفعلون …
أساتذتي الأفاضل
لغتنا العربية لغة عظيمة
وإهمالها من ذويها هم كبير و لا يحمله إلا قليل
ولكي نعيد لها مجدها يجب أن نحبها أولا
هذا هو ما ينقص أبناءنا
يجب أن نغرس فيهم حب لغة أجدادهم
لكن للأسف الآن نحن بحاجة أن نغرسه في الآباء أولا