وعقولهم تخترق حواجز التقليد . ومن ثم فبقدر ما تنجح أمة في الكشف عن الطاقات الإبداعية لأبنائها [CENTER]والإفادة منها ، تكون أمة متقدمة ومتطورة حضارياً .
كان لابد للمعلم من كفايات علمية حتى يكون على مستوى المهنة التي يضطلع بها ويكون مبدعا في
مهنته من جميع الجوانب ومن هذه الكفايات :
*
كلما ازدادت ثقافة المعلم وسعة اطلاعه كلما كان أقدر على التعامل مع طلابه وتقديم المادة العلمية لهم ، والمعلم ذو الثقافة العالمية يستطيع أن يجذب الطلاب إليه ويجعلهم يحبونه فعلى المعلم ( ألا يدع فناً من العلوم المحمودة ، ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته ، ثم إن ساعده العمر ظل يتبحر فيه وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية فإن العلوم متفاوتة وبعضها مرتبط ببعض
ومن هنا أرى أن على المعلم أن لا يحصر نفسه في تخصصه فقط بل لا بد من الإطلاع على العلوم الأخرى ، والمعلم الناجح الذي يستطيع أن يأخذ من كل علم جانباً ولو بسيطاً .
فلابد إذن من إلمام المعلم بالثقافة الواسعة ، لأن وظيفة المدرس هي تقديم التلميذ لمجتمعه وتقديم المجتمع للتلميذ .
من الأمور البارزة التي تجذب المعلم إلى المتعلمين وتكسبه حبهم غزارة المادة العلمية التي يمتلكها ، فإذا أراد المعلم أن يمتلك قلوب تلاميذه لا بد أن يملك عقولهم بما يقدمه لهم من علم ومعرفة .
وإذا أراد المعلم أن يحقق ذاته ويُحتَرم من تلاميذه أن يطالب نفسه في كل يوم باستفادة علم جديد ، ويحاسبها على ما حصّله ، ويجتهد في الاشتغال في العلم قراءة ومطالعة وتعليماً ومباحثة ومذاكرة وفكراً وحفظاً وإقراءً غيرها
ومن هنا نرى أن المعلم المبدع لا يقطع صلته بالمادة التي يعلمها أبداً ،إنه يقرأ بتوسعٍ وتعمقٍ ، ويقبل على الدراسة والبحث بشغف ، ليتمكن لمَّ أطراف المادة وتقديمها بأحسن صورة لطلابه ، ولا يكتفي أبداً بما يجده في الكتاب المدرسي ، ولا بد أن يتوقع من تلاميذه أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات دقيقة وواضحة ، وبدون سعة الإطلاع لا يستطيع الإجابة .
•
من القضايا التي تجذب المعلم إلى طلابه وتغرس في نفوسهم حبه ، أن يأتيهم بالجديد دائماً ، ويأبى أن يشرب طلابه من الماء الراكد أو يأكلوا طعاماً من اليوم الفائت . وإنما يحاول أن يأتيهم بالجديد في كل حصة ، ولا يكون له ذلك إلا إذا كان دائم البحث والإطلاع ، وطلب العلم والسهر عليه .
*أن يعرف المعلم مفهوم الإبداع وطرق قياسه بواسطة اختبارات الطلاقة والمرونة والأصالة .
*يقدم مكافأة للتلميذ عندما يعبر عن فكرة جديدة أو مواجهة موقف بأسلوب ابداعي.
*على المعلم أن يقدم نموذجا جيدا للشخص المتفتح ذهنيا في المجالات المختلفة .
* اظهار يقظته ورغبته في اكتشاف الحلول الجديدة عندما يقوم بمناقشة استجابات التلاميذ في موقف
معين.
*يحسن أن يشجع المعلم التلاميذ على الأطلاع على مبتكرات وابداعات الأدباء والشعراء والفنانين والعلماء مع عدم الإقلال من تقدير مبتكرات التلاميذ الخاصة.
*استثارة دافعية التلاميذ للابداع باستخدام اسئلة تقدم لهم مثل:ماذا يمكن أن يحدث إذا …….؟وكيفية
تغيير …..؟
*عدم السخرية من افكار التلاميذ أو انتاجهم وتجنب التعبير عن الأستياء من الإتجاه الخيالى لهم
بطريقة مباشرة أو غير مباشر.
إذا كلما كان المعلم مبدعاً ومبتكراً في طريقة تعامله مع طلابه كلما كان محبوباً لأن الروتين الدائم والرتابة في العمل يؤديان إلى الملل والسآمة والنفور ، ومن هنا على المعلم أن يجدد دائماً في أساليبه التدريسية وفي إعداد وسائله التعليمية وفي طريقة تقويمه وفي طريقة تعامله مع طلابه وفي الأنشطة اللاصفية التي يكلف بها طلابه وأن يعمل دائما على التجديد والابتكار .
ويعد الإبداع موهبة كامنة في كل معلم كبقية المواهب المستترة، تحتاج إلى إثارة وصقل وممارسة نوعية لذلك فلا يتصور البعض أن الإبداع مختص بأصحاب الذكاء الخارق ، فالكل عليهم إعمال عقولهم، وتفجير مواهبهم للوصول إلى حالة الإبداع الواقعي في شتى مجالات الحياة التربوية
فالمعلم هو عماد العملية التعليمية وأساسها ، وهو الذي يهيئ المناخ الذي من شأنه إما أن يقوم ثقة الطالب بنفسه أو يزعزعها ، يشجع اهتماماته أو يحبطها ، ينمي مقدراته أو يهملها ، يقدح ابداعيته أو يخمد جذوتها ، يستثير تفكيره أو يكفه ، يساعده على التحصيل والإنجاز أو يعطله .
والعقل يحتاج إلى إمداد ثقافي وعلمي رفيع وغير منقطع، حتى يتمكن من طرق الجديد وفتح نوافذ غير معروفة أما الجمود على المخزون الماضي وقطع التواصل مع العلوم المستجدة يضيّق عمليات تحرك العقل ويقتل محاولات انطلاقته في آفاق الدنيا الواسعة. ولذا جاء خطاء الحق تعالى إلى نبيه "وقل رب زدني علما" مشيرا إلى مسألة استمرارية طلب العلم والتواصل مع الثقافات الأخرى.
ويمكن للمعلم أن يبدع في مهنته بتنمية الإبداع لدى الطالب لأنه هو محور العملية التعليمية وذلك
* بتوفير المناخ المناسب في البيئة الصفية
* في تحويل الحصة إلى متعة
* التنوع في طرق التدريس
* بتنمية التفكير الإبداعي للتلاميذ
* تنمية حب الأستطلاع والثقة بالنفس عند الطفل لما له من قدرة تعزيزة لسلوك الأستكشاف وتفحص الخبرات الجديدة .
* تحرير الطفل من الخوف في الوقوع في الخطأ .
ينبغي على المربين أن يشجعوا الطفل على المحاولة وأن يأكدوا له بأن الأخطاء الحادثة يمكن تلافيها كما يمكن التعلم منها ، وعلى المربيين أن يتسموا بالهدوء والتسامح تجاه الأخطاء الأولية لتشجيع
الطفل على المحاولة أو التجريب .
موضوع مهم
ننتظر المزيد من المشاركات القيمة