تخطى إلى المحتوى

فتاة العلم : نور الحياة وأشرعة النجاة

فتاة العلم
شعر :
د . أكرم جميل قنبس

فَـتاةَ الْعِلْمِ يا نُـوْرَ الْحَـياةِ وَيا شَمْسَ الْهُدَى وَالْمَكْرُماتِ
جَبينُكِ في عُيونِ الكَونِ فَـجْرٌ يُغـَرِّدُ للمعـاني السّـَامياتِ
فكَمْ أَشْرَقْتِ في عَزَماتِ شَعْبٍ وَأَسْرَجْتِ الْخُيولَ الصَّافِـناتِ
وَكَمْ مِنْ هِمّـَةٍ أَضرمْتِ فينا لإِيـقاظِ الدِّمـاءِ المُـنْجِداتِ
مِنَ "الْخَنْساءِ" ما زالَ احتفاءٌ يُطِلُّ مِنَ العُصورِ الغابـراتِ
تَقَلَّبَ في يَدَيْهَا الدَّهْرُ سِـفْرَاً جِهـاديَّ الأُمـومَةِ وَالـدَّواةِ
وكَمْ في القَوْمِ مِنْ أُنْثَى تَجَلَّتْ كَشَمْسٍ أَخْصَبَتْ كُلَّ الْجِهاتِ
تُرَتِّـلُ في كِتابِ اللهِ طَـوْراً وَتروي تارةً قـَوْلَ الـرُّواةِ
شُمُوسٌ ضَمَّهُنَّ الدَّهْرُ قِدْمَـاً وَها أَنْتُنَّ نَبْـضُ المُبْدِعـاتِ
فَـتاةَ العِلْمِ، نَحْنُ لَنا زَمـانٌ فَكَيْفَ نَكُوْنُ صِفْرَاً في الحياةِ؟
ألا يا نَخْلَةَ الهِـمَّاتِ جُودي لِنَعْبُرَ بالسِّـنينِ الْمُمْحِـلاتِ
لَقَدْ عانَقْتِ أَوْسِــمَةَ الْعَطايا لأَنَّكِ أَنْـتِ أُمُّ المُحْسِــناتِ
يَرفُّ جَنَاحُكِ الذَّهبيُّ خَـيْراً فَنَنْعَـمُ بالسَّـعادَةِ وَالْهِـباتِ
أَطلِّي مِنْ شُموخِكِ نَحْوَ قَلْبٍ تَعَلَّقَ في شِراعِ الْحُسـنَيـاتِ
حُروفُ الضَّادِ قّدْ طَرِبَتْ إِلَيْكِ إذا ما قُدْتِ رَكْبِ الدّارِسـاتِ
وَأَوْتَارُ الْبَـيانِ إِلَـيْكِ حَنّـَتْ فَكُوني الْيَوْمَ إِحْدَى الشَّاعِراتِ

وآفاقُ الْعُـلومِ بها ابـتـهاجٌ إِذا اكْتَحَـلَتْ بنُورِ الباحِثـاتِ
وأنهـارُ الْفَضيلـةِ في دَلالٍ سَكَبْنَ عَطاءَ نَبْـعِ الفُضْـلَياتِ
فَـتاةَ العِلْمِ كَمْ أُهديْكِ شُكْرِي لأَنَّـكِ أَنْتِ مَدْرَسَـةُ الْهُـداةِ
أَلا فَتَـأَلَّقي بَـذْلاً وفَضْـلاً وَلا تُصْغي لِهَمْسِ الْمُحْبطاتِ
وَصُوني النَّفْسَ مِنْ شَرَكِ الأَعادي فكَمْ صادُوا نُفُوسَ النَّاشـِراتِ
أَلا فَتَسـلَّحي بـِـلواءِ عِـلْمٍ وَكُوني شُعْـلَةً بـَيْنَ الـلَّواتي
فَها هُـنَّ ادَّرَعْـنَ بِكُلِّ فَخْرٍ حُصُونَ القَاضِياتِ العالِـمَاتِ
وَلَمْ أَرَ في حَياتـي قَـطُّ بَذْلاً يُماثِـلُ بَذْلَ قَـلْبِ الأُمَّهـاتِ
وَلَمْ أَرَ في حَياتي قَطُّ حُسْنـاً يُماثَلُ في جَمـالِ الْمُـؤْمِناتِ
فَكُوني كُـلَّ هاتيـكَ الأماني إِذا سَـطَعَتْ بِمَكْرُمَةِ الْهِبـاتِ
فَـتاةَ الْعِلْمِ يا أَمَـلاً تَجَـلَّى وَراحَ يَبُثُّ طَيْـفَ الْمُحْصَناتِ
أَذيـعي عِطْرَكِ الدُّرِّيَّ فيـنا عَسَى يَنْهَلُّ غَـيْثُ النُّعميـاتِ
مَلَلْنَا مِنْ عُـقولٍ أَجْـدَبَتْـنَا فهاتي أَنْتِ كَـأْسَ المُخْصِباتِ
حَياةُ القَوْمِ كَمْ رَضِعَتْ ظَلاماً وَكَمْ رَقَـصَتْ بكَفِّ المُنْكَراتِ
وَكَـمْ رَتَع الشَّـقاءُ بِمُقْـلَتَيْنَا إِذا مـا دَقَّ طَبْـلَ الخاطئاتِ
فَـتاةَ العـِلْمِ يا مِيْعادَ قَـلْبٍ تَـزَوَّدَ مِنْ مَعـينِ الصَّالحاتِ

وَ يا نُـوْرَ الْهِدايَـةِ في فُؤادٍ إذا مـا نالَ شَـهْدَ الطََّيبـاتِ
أَمانـينا بكَـفِّكِ، فابْعَـثيـها فَـما أَغْـلَى ثمارَ الأُمْنِـياتِ
فإنّي قَدْ رَأَيْتُ العِـلْمَ نُـوراً نَجُوزُ بِهِ الدُّهـورَ العاتـياتِ
"وَجبْريلُ" الرَّسولُ يقولُ "اِقْرَأْ" فَكَيْفَ نَغُطُّ في نَوْمٍ سُـباتِ..؟
فَكُوني بَلْسَماً للجُرْحِ يُشْـفي مِنْ الآلامِ والزَّمَـنِ المَـواتِ
وَهاتي الفَجْرَ يَشـْدُو للمعَالي وَهاتي الشَّمْسَ تعْزِفُ للْحُداةِ
صَباحَ الوَرْدِ يا أَسْمَى نَشـيدٍ تُرَتِّـلُه السَّـعادَةُ فَي حَيـاتي
صَباحَ الخَيْرِ ياهَمْسَ الرَّوابي وَيا مَن أَنْتِ مِصْبـاحُ الأُبـاة
صَباحَ الخَيْرَ يا نَجْوَى صَلاةٍٍ تُعيدُ لِشَرْقِنا دِفْءَ الصِّـلاتِ
صَباحَ خَليجِنا المِعْطاءِ يَشْـدُو لأَجْيالِ الأَمـاني المُقْـبِلاتِ
صَباحَ البَذْلِ يا نِبْراس شَعْبٍ بأَرْضِ " القُدْسِ" دَفَّاعِ الطُّغاةِ
أَنا الشَّاميُّ قَدْ أَسْبَـلْتُ حُـبِّي وَمِنْ"حَوْرَانَ" أَرْضِ المَكْرُماتِ
إِلى اللاتي أَرَاهُـنَّ الأَمـاني وَهُنَّ اليَوْمَ أَشْـرِعَةُ النَّـجاةِ
نِساءُ الْعِلْمِ في وَطَني كُـنُوزٌ مِنَ"النيلِ"العظيمِ إِلى"الفُراتِ"..

شكرا على الشعر العذب …
بارك الله فيك وشكرا ..

أنرت المنتديات وزينتها بالمكرمات ، وعدت إلى ملاعبك الألى،فهنيئا هنيئا هنيئا لنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.