تخطى إلى المحتوى

التكافل الاجتماعي مع ذوو الحاجات الخاصة

التكافل الاجتماعي مع ذوو الحاجات الخاصة

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً..
بادئ ذي بدء ومع بداية الحديث هناك جملة تربوية تحتاج إلى الوقفة والتأمل وهي أن التربية الخاصة خدمة وليست مكان.
نعم. كانت في السابق مكان (عدم الاهتمام بالمتفوقين و المعوقين من ذوي الحاجات الخاصة وعزلهم في مراكز خاصة بهم عن العاديين )..أما الآن فأصبحت التربية الخاصة خدمة إنسانية قبل كل شيء وخدمة دينية إسلامية وصَّى بها الإسلام تجاه كل إنسان.. وبالحالة التي تزرعها الروح الإنسانية من خلال التنشئة الأسرية والتعليمية (في المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية والمساجد…) في قلب الإنسان هي التي تجعله يملك الاستعداد لأن يكون مقدام لتعاون والتكافل وحب الخير من ذاته هذه الحالة هي حقيقة التكافل ، فلا تقتصر خدمة أبناؤنا من ذوي الحاجات الخاصة على ما تقدمه الجهات الرسمية لهم.. فهم بحاجة إلى الكثير والكثير مما يجب أن يُقدَم لهم وأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.. فلا تستطيع الدولة وحدها أن تفي بكل المهام المطلوبة.. لحاجات هؤلاء الأفراد.. فمثلاً الموهوبين و المتفوقين .. بحاجة ماسة لمن ينمي لهم تلك المهارة أو الموهبة والتفوق والإبداع في مجال من المجالات.فكل إنسان في هذه الحياة يمتلك طاقات وإبداعات ومواهب ..في أي مجال من المجالات سواء كانت أكاديمية أو غير أكاديمية وهذا يتطلب اكتشاف مبكراً لتنميتها وتطويرها ومن ثم الاستفادة منها؛ لأن عدم تنميتها وعدم اكتشافها وعدم تطويرها بالشكل الصحيح ينتاب تلك المهارة أو الموهبة.. الكبت والله أعلم بنتيجة الكبت… فالإنسان بطاقاته ومواهبه يحتاج لمن يكتشف وينمي مهاراته ومواهبه وإبداعاته … ليكون هناك استغلال للمواهب والإبداعات سواء مجالات ابتكاريه علمية أو مجالات صناعية أو فنية أو رياضية أو في مجالات قرائية أو كتابية أو في مجالات أخرى .. فاستغلال تلك المواهب والإبداعات وتنميتها بالشكل الصحيح و وضع الفرد المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب وفقاً لقدراته ومواهبه وإمكاناته .. سيكون ذالك نعمة للمجتمع ..و يساهم في رقي المجتمع والنهوض به إلى أعلى مستوى من الثقافة والتقدم والتطور العلمي الحديث.. لأن التعاون الاجتماعي بحد ذاته مع وجود المعوق يعد أحد المحَكَّات الأساسية للحكم على مدى وإنتاجيته وتكيفه وتقدمه في المجتمع ويكون ثمرة من ثمار المسؤولية المشتركة والتعاون الاجتماعي . لذا من الضروري مساهمة جميع شرائح المجتمع وتعاونه بشكل فعّال و واضح مع أبناءه من ذوي الحاجات الخاصة ومع أسرهم ، هذه المساهمة لا تتحقق إلاّ إذا شعر الإنسان بالمسؤولية .. فهذا الشعور الذي يشعر به هو الذي يدفعه الى تحمل المسؤولية ؛ لذلك تجده يبادر إلى فعل الخير بكل فخر واعتزاز وثقة نفس والى التعاون الاجتماعي وهذا كله ينصب في معنى يطلق عليه "التكافل الاجتماعي" الذي نعبر عنه بأنه إشراك جميع أفراد المجتمع في تحمل المسؤولية تجاه أبنائه ذوي الحاجات الخاصة . فكل المجتمعات سواء المتقدمة أو النامية.. لا تخلو من وجود أشخاص موهوبين متميزين ومتفوقين عن أقرانهم العاديين أو أشخاص لديهم إعاقة جسدية أو سمعية أو لديهم حالة تخلف عقلي أولديهم صعوبات تعليمية أو غيرها من الإعاقات الأخرى .
ومن هذا المنطلق ومن منظور التربية الإنسانية الاجتماعية يجب أن ننظر لهم نظرة وجود وكيان في الحياة بتنمية ورعاية جميع فئات وشرائح المجتمع بما فيهم ذوي الحاجات الخاصة (فالحياة حق لكل إنسان ..) فكل مجتمع مطالب بالاعتراف بإنسانيتهم و حماية كرامتهم . وبما أن كل المجتمعات بغض النظر عن أديانهم ومدارسهم الفكرية تتحدث عنهم وتهتم بهم وتطالب بحقوقهم.. فنحن كمجتمع ديني إسلامي متكامل بمعنى الكلمة وما تقتضيه من حروف ومعانٍ من باب أولى لنا ذالك ، فديننا الإسلامي أول الأديان التي اهتمت وحثت على ذالك ليس هذا فحسب بل من نظرة شمولية وبنظرة أوسع حيث أوصى بذالك الإسلام الحنيف والرسول الكريم "صلى الله عليه وآله وسلم" بحقوق الإنسان والمجتمع كاملة ــ Human & Society Rights ــ ( من اهتمام ورعاية و تربية وعناية وتنشئة وتنمية و تعلُّم و تعليم بل حتى وظيفة مهنية ..) فهذه أمور يغلب عليها الجانب الإنساني ، لذا فإن مشاركة جميع أبناء المجتمع (من أبناء وأمهات ومعلمي ومعلمات التعليم العام والخاص ومؤسسات حكومية وتعليمية .. مع الدولة، ضرورة إنسانية اجتماعية تعاونية أساسية أيضاً وعامل مكمّل لتحقيق هذه الصفة الإنسانية و لرعاية و تنشئة جميع شرائح المجتمع بكل فئاته و أطيافه.. بهذا نقول إن كان على الدولة دور أساسي في ذالك، فإن على جميع أفراد المجتمع دور مماثل بل متمم.. متمثلاً في عمليات التعاون والمشاركة الوجدانية المعنوية والمادية ؛ للارتقاء بالمجتمع من خلال الاستفادة من أبناءه ذوو الموهبة والتفوق والابتكار أو حتى من المعوقين الذين لديهم تفوق وإبداع في مجال من المجالات .. إلى أعلى مستوى من العلم و التقدم و الازدهار.
فالحياة الاجتماعية الهانئة والرغبات الوجدانية والحاجات( التي من أهمها الرعاية والدمج مع أقرانهم العاديين في المجتمع ) كلها عمليات إنسانية فطرية طبيعية موجودة عند ذوي الحاجات الخاصة وبحاجة ماسة لإشباعها كما هي موجودة لدى الإنسان العادي.. إذاً على المجتمع أن يحيط بهؤلاء الأبناء والأخوة من خلال الرعاية والأخوة الإنسانية.. ليشعروا بذالك ومن ثم يستطيعوا المشاركة في العمل واكتساب الرزق ورغد العيش ويتم تحقيق المساواة في الفرص الوظيفية بينهم وبين أقرانهم العاديين و مزاولة وسائل الحياة العادية مع باقي أفراد المجتمع ، من خلال الصفة العليا التي نادى بها الإسلام في كل زمان ومكان " التكافل" في قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ..) وهذا هو معنى تكافل المجتمع الواحد مع أبناؤه ذوو الحاجات الخاصة.
والحمد لله رب العالمين.
تحياتي أخوكم : حبيب ذوي الحاجات الخاصة

والحاجات( التي من أهمها الرعاية والدمج مع أقرانهم العاديين في المجتمع ) كلها عمليات إنسانية فطرية طبيعية موجودة عند ذوي الحاجات الخاصة وبحاجة ماسة لإشباعها (انتهى الاقتباس )

[COLOR="Blue"]نعم أخي ابن القطيف ان أهم الحاجات هي الدمج مع أقرانهم من العاديين لأ نهم هم من المجتمع ويجب أن نشعرهم بأنهم اعضاء فاعلين به رغم حاجاتهم الخاصة للرعاية والاهتمام

كل الشكر والتقدير على كتاباتك المتميزة .[/COLOR]

دمت موفق ابن القطيف حبيب ذوي الحاجات الخاصة
فحقا أفراد التربية الخاصة بحاجة إلى من يقف معهم ويدعمهم
وبحاجة إلى توعية الناس قبالهم حتى يعي الإنسان
ويعرف كيف يتعامل معهم
فالجهل يورث الخطأ في التعامل
والمعاناة في التكيف معهم
إعطاء الحق لهم
ولهذا نأمل ومن خلال هذا القسم الخاص بذوي الحاجات الخاصة
ومن خلال باقي المنتديات المهتمة
أن نصل إلى مرحلة التوعية والوعي للناس
لكي يستطيع الناس أن ينصف ذوي الحاجات الخاصة حقهم
ونسأل الله لنا ولك التوفيق
أخي الأستاذ جاسر المحاشي
و أختي العزيزة روح الأمل

سلمتما على التعقيب الذي دائماً يكون مكملاً للموضوع ..
وإن كان تعقيبي هذا متأخراً إلاّ أنني به لا لأأعقب فقط بل لتأكيد أهمية الموضوع ولأستشرف به المستقبل وتستشرف به الفئة والشريحة الغالية التي نقوم نحن جميعاً بتوعية المجتمع نحوها ..
وسلامي واصل لكم ودمتم بود ..

الشارقة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد

جزاكم الله خير الجزاء على هذا الإهتمام وعلى هذا الثناء والإطراء ولا شكر على واجب … ونتمنى أن نكون دوماً عند حسن ظنكم جميعاً .. فنحن لم نقدم شيء وما قدمناه هو جزء من أشياء كثيرة للقراء من أجل التوعية والتثقيف و في خدمة أخواننا ذوو الحاجات الخاصة …و تصبح هذه القضية الإنسانية واصلة لكل فرد من أفراد المجتمع ويصل صوت هذه الشريحة ..
وأخص بالشكر والعرفان هنا أولاً : للأخ الأستاذ " أ. جاسر المحاشي " وثانيا: للأخت العزيز ة أيضاً " قصودة " و ثالثاً: الأخ الكريم "روح الأمل" والذي نتمنى منه الإستمرار في المشاركة في المنتدى ..

كما أتنمى بكل صراحة قبول هذه الكلمات المتواضعة في حقكم ..

وما أقوله هو :

أنتم الأصل في الكتابة

وأنتم محور الحديث

وأنتم هدف كتابتنا

بكم نرفع القلم

وبكم نكتب

وبكم يتم العطاء

وبكم نزداد ارتقاء

وبكم تنشر المقالات

وبتفاعلكم نستمر

فهي منكم وإليكم

والسلام عليكم ..

شكرا أخي الكريم على الإفادة وسلمت يمناك…فعلا هذا المنتدى أسره واحده… فبارك الله في إبن السعودية..اخا وشقيق….

وتقبل تحياتي…

أختي العزيزة "شواطئ" لا شكر على واجب رسالي منطلق من الحس افجتماعي النابع من الذات الوجدانية انطلاقاً من ديننا الإسلامي الحنيف …

ولا عدمناك بتواصلك معنا في المنتدى الهادف
تشرفتم بنا وتشرفنا بكم و استعززتم بنا واستعززنا بكم
تحيتي العطرة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.