تخطى إلى المحتوى

لا فض نافوخك يا احمد أميري

  • بواسطة
ظننت لوهلة أن ابنة أختي تدرس في مدرسة "حفصة" التابعة لـ"المسجد الأحمر" في باكستان، والذي فرض إمامه المتطرف الشريعة الإسلامية في البلاد، وخرجتْ طالباته يحملن العصي ضد قوات الأمن التي حاصرت المسجد! فالكلام الذي قالته لا يصدر إلا من شخص تتلمذ على يد متزمّت، فقد قالت، بينما كنا نتابع مباراة المنتخب وراح بعضنا يصفّق للاعبين، إن التصفيق حرام.

ولأن لي تجارب مع غسل أدمغة الصغار، حين تعرض طفلي لغسيل مشابه في روضة للأطفال، وتدخلت قبل أن "ينشف" عقله وفصلت الكهرباء عن الغسّالة… أخذت أسأل فضيلتها عن حيثيات إصدار فتواها، فقالت بأن معلمة اللغة العربية هي التي حرّمت التصفيق. قلت: وهل تصفّرون حين تتمكن إحداكن من الإجابة؟ قالت متعجبة: نصفّر، والتصفير حرام؟ قلت: كيف تحيّون إذن؟ قالت بحماسة: نقول الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر… ولله الحمد.

أخذتُها جانباً وسألتها: وماذا أيضاً يا مولاتنا؟ قالت: لبس حذاء ملوّن حرام. سألتها: حرام أم ممنوع في المدرسة؟ قالت: معلمة التربية الإسلامية قالت لنا حرام… ولبس العباءة على الكتف حرام، والصحيح أن توضع على الرأس.

تأكدت من مدرَسة الطفلة، والصف الذي درست به، وللأسف أخبرتني أنها في الصف الخامس الابتدائي من مدرسة حكومية.

سألتها: هل هناك شيء عن تحية العلم؟ قالت: لا، هل هناك مشكلة في العلم؟ كلا لكن ربما يصلك شيء عنه في العام القادم… فالمتزمتون في إحدى الدول العربية حرّموا تحية العلم، لأنهم لا يبالون في التزمت بشيء وليس عندهم سقف يقفون عنده.

اللافت أن هيئات الأوقاف في الدولة تنبّه أئمة المساجد إلى ألا يفتوا للناس من فوق المنابر، وهو تنبيه في محله لئلا يفتي كل واحد منهم بفتوى قد تخالف فتوى إمام المسجد المجاور، فيحدث الشقاق والتناحر بين الناس، لكن يظل المسجد مكاناً للبالغين وهم يستطيعون شمّ رائحة الفتوى بسرعة، فماذا عن فتاوى المدارس لتلاميذ صغار معروف أن ما يتعلمونه يصبح كالنقش في الحجر؟ ولحسن الحظ أن قنوات الكرتون تشغل الصغار، فلا يتابعون قنوات الفتاوى على الهواء، لكن لسوء الحظ أن الفتاوى العشوائية تطاردهم من صف إلى صف ومن سبورة إلى سبورة… وهذه طريقتهم: يغرسون بذور التزمت في الصغار ليحصلوا على غابة من المتعصّبين الكبار.

ذهبت لأبشّر أختي بظهور عالمة جليلة في بيتها، وما هي إلا سنوات حتى تقتحم مع زميلاتها الأندية الرياضية وهن يحملن العصي لمنع الجماهير من التصفيق، فعرفت منها أن المعلمات تجاوزن دورهن حتى مع الأمهات، فحين تتم دعوتهن لحضور اجتماع الأمهات، وهو في الأصل اجتماع يهدف إلى تفعيل العلاقة بين البيت والمدرسة للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية، يتفاجأن بأن الدعوة لم تكن إلا لمحاضرة دينية، والمفارقة أن الذي يحرّم التصفيق لا يرى حرجاً في خداع الأمهات واستدراجهن للمحاضرات. وتضيف أم "العالمة الجليلة" أنه في إحدى المرات، أي في اجتماع الأمهات، ابتدأ الاجتماع بتعريفهن كيفية الصلاة الصحيحة، وصعدت إحدى المعلمات فوق الطاولة وأخذت تصلي أمامهن!

منقول
جريدة الاتحاد
العدد (11689) الخميس 27 جمادى الآخر 1445هـ 12 يوليو 2024
الكاتب الاماراتي الكبير
احمد اميري

هل تؤيد معي اعادة تأهيل مثل هذه النوعيات من المعلمات

أصابعك اخى الكريم لا تتشابه!
أستاذي الفاضل طليب المعالي

لا أعلم لماذا لم يتفاعل الأعضاء مع موضوعك

بصراحة …. أنا على احر من الجمر لسماع بقية الأعضاء

سير بعيد وتعال سالم
يبدو انه موضوع اييب صدعة الراس
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.