تخطى إلى المحتوى

كيف تعالجين ضعف الطالبات في اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟؟

لو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى *** لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنا *** كانتْ لنا برداً على الأكبادِ
سـتظلُّ رابطـةً تؤلّـفُ بيننا *** فهيَ الرجـاءُ لناطـقٍ بالضّادِ
وتقاربُ الأرواحِ ليسَ يضـيرهُ *** بينَ الديارِ تباعـدُ الأجسـادِ
أفما رأيـتَ الشمسَ وهيَ بعيدةٌ *** تُهدي الشُّعاعَ لأنجُدٍ و وَهادِ؟
أنا كيفَ سرتُ أرى الأنامَ أحبّتي *** والقـومَ قومي والبلادَ بلادي

أثناء برقي بين آفاق منتدانا الغالي مدونة اللغة العربية ، عرضتْ لي سحابةُ سؤالٍ حائرٍ تستمطر إجابةً تروي بها رياضَ العربية التي تصحرتْ وتجردتْ ، وولَّى أهلوها إلى غيرها ولم يستسقوا لها ، فكان ما كان ، ووجدتُ سائلةً وتابعتها في شعاب المنتدى لايكاد يلتفت إليها أحدٌ ، ولكنني أيقنت أن زُرّاع لغتنا وفلاحيها ما زالوا في أرضهم ، يريدونها كما كانت يهيمون بها ، تقع على أسماعهم فتكون لهم بردا على الأكباد ، وتظل رابطة تؤلف بينهم فهي الرجاء لناطق بالضاد.
وكان السؤال السحابة : من الزميلة اللؤلؤ المكنون معلمة مادة اللغة العربية ،وانضمت إليها الزميلة أم المعتز ، وذلك على الرابط : https://www.sez.ae/vb/showthread.php?…87#post1152687

كيف أعالج ضعف الطالبات في المرحلة الثانوية ؟

هذا السؤال الصغير إجابته متعددة ، وليس هناك حل واحد لمعالجة الضعف ، فهناك حل على مستوى المنهج ، يقع على كاهل المعلمة حصراً ومنه :
= الإعداد الجيد لتدريس المادة.
= إشراك الطالبات في مهارات اللغة العربية الواردة في الكتاب المدرسيّ بطريقة تعاونية في الأغلب وفردية أحيانا داخل الصف وخارجه .
= استخدام كافة الأدوات المساعدة التعليمية والبيئية والمهارية واعتمادالخبرة والقدوة في توظيف اللغة.
= مسرحة بعض الدروس وتحويل بعضها الآخر إلى نظام الندوة أو المحاضرة أو المسابقة بين الطالبات ،والإثراء والتعزيز والمتابعة .
= وضع اختبارات للدروس تعلى من شأن المهارات والخبرات اللغوية البعيدة عن الحفظ أو النمطية إلا في حدود مسموح بها.
= إعطاء الطالبات الحرية في التعبير عن سبب بعدهن عن اللغة .
= لا مانع من إجراء استبانات بأي شكل للوقوف على الأسباب ومعالجتها.
= ضرورة حضور الدورات التدريبية وتنفيذ توجيهاتها بدقة .
= عمل ملف خاص لكل طالبة لمراقبة حالتها التعليمية.
إن طرق التدريس ووسائلها كثيرة ومتنوعة بشرط إيمان المعلمة نفسها بالمادة وحرصها على إنتاجها بالشكل الممتع الذي يبرز جمال اللغة ؛ لأن فاقد الشيءلايعطية .

وهناك (المناشط الصفية والمدرسية) وتوظيفها لخدمة المنهج ، أو العكس توظيف المنهج لخدمة المناشط التربوية داخل وخارج الصف والمدرسة ، ومنها مثلا:
= توظيف اللغة في خدمة المناسبات الوطنية والدينية والمجتمعية.
= رصد الأخطاء الإملائية في لوحات المحلات التجارية أو الإعلانات في كافة الوسائل.
= ورصد التعبيرات والأخطاء الشائعة .
=تكوين جماعات لمراجعة الإصدارات المدرسية من بقية المواد الدراسية .
= تدوير الخبرة في إعداد وتقديم الإذاعة المدرسية ، أو الصحف والمجلات والمطويات .
= إجراء مسابقات لأحسن موضوع تعبير، وأحسن متحدث أو متحدثة .
= تتبع المصطلحات الأجنبية في لغتنا العربية المستعملة في المجتمع أو الإعلام أو الشبكة العنكبوتية واستبدالها .
= عمل معارض للخط العربي أو زيارة متحف الخط العربي.
= وربط نشاطات الطالبات ذات الصلة باللغة العربية بالتقويم المدرسي .
= تزويد الطالبات بمواقع اللغة العربية وآدابها على الشبكة العنكبوتية ولا مانع من تنفيذ بعض الأنشطة عليها إما أثناء الحصة الدرسية بطريقة جماعية وبقيادة وتوجيه المعلمة أو بطريقة فردية.

وعلى الجملة ، فإن استعداد المعلمة الشخصي العلمي والتربوي والمناشطي هو حجر الأساس وهو دفة الربان لجعل الرحلة اللغوية والأدبية لها قيمة منهجية وقيمة تذوقية وقيمة وظيفية ، وعندها يرغب المسافرون في الإبحار على متن هذه السفينة التي تتراقص على الأمواج ، وتسمح لركابها بالغوص في أعماق هذا اللج للفوز بالدرر والأصداف والاستمتاع بالشعب المرجانية التي تشكلها مفردات وتصويرات لغتنا الجميلة ، وأنواع الكائنات الحية المختلفة الأشكال والألوان ، مما لايراها إلا غوّاص ماهر اعتاد الغوص على يد ربان عربيّ يعرف سبيله إلى تحقيق هدفه قبل أن يقود رحلته.

ومن المهم التنويه إلى أن كل ما قيل أو بعض ما قيل ، ومما لا يتسع المجال لقوله إنما لا يُستخدم كلُه مرةً واحدة وفي تزاحم متعب مملٍّ ؛ وإنما يقدّم كلُّ عنصرحسب زمانه ومكانه ومناسبته للموقف وللطالبة ، كما ينظم القائمون على الحفل فقراتهم مرتبة وشائقة ومنوعة تترك الأثر وقد شنفت السمع والبصر.
ومن الإنصاف أن أثمِّـنَ موقفَ صاحباتِ السؤال ؛ لأنه مفتاح المعرفة ، ويعطي الانطباع بأنهن يردن إصلاحا ما استطعن ، وأسأل الله لهن التوفيق في طريق الجهاد على درب لغتنا العربية التي عظمها ربنا وبين الحكمة من إنزال القرآن بها فقال جل جلاله في أحد عشر موضعا من القرآن وهي قوله سبحانه : ۩إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ۩ ( يوسف الآية 2)
۩وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ۩ ( الرعد الآية 37)
و۩َلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ۩ ( النحل الآية 103 )
۩وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ۩ ( طه الآية 113 )
۩بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ۩ ( الشعراء الآية 195)
۩قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ۩ ( الزمر الآية 28)
۩كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۩ ( فصلت الآية 3)
۩وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ۩ ( فصلت الآية 44)
۩وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ۩ (الشورى الآية 7)
۩إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۩ ( الزخرف الآية 3)
۩وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ۩ ( الأحقاف الآية 12)..
ايتها الزميلات : لو لم تكن لغتنا العربية عروس اللغات لما نزل بها القرآن الكريم ، إن اللغة تحتاج منا إلى لمسة غرام نبدع بها دائما ويكون إبداعُنا شيئا عظيما ، فإذا ما أتقنتِ – أيتها الزارعةُ المبدعةُ – ذلك فإنكِ بهذا تجعلين الطالبة تعشق اللغة وبها تهيم. وهنيئاً لمن عرفوا الطريق فالتزموه رفعةً في الدنيا وعزة ، وفوزاً في الآخرة وجنة…وتقبلوا التقديروالتحية .أبو الزهراء / محمود إبراهيم

أقدم شكري و امتناني للأستاذ محمود إبراهيم على هذه النصائح و الإشادات القيمة ..
و إن كنت قد افتقدت ردك في بداية سؤالي إلا إنني سعيدة بردك و أسأل الله تعالى أن نتمكن من إزهار العربية في نفوس طلابنا ، و أن ييسر حملنا و يرفع من قدرنا ..
جزاك الله خيراً أبا الزهراء على هذا الطرح الرائع ، وأرجو أن تعم الفائدة على الجميع.
جزاك الله خيراً
مشكووور يا ابا الزهراء ع الجهود الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتكم
بارك الله جهدكم ، وجزاكم عن العربية كل خير
جزيت خيرا أستاذنا الفاضل أبا الزهراء ، عنايتك بلغتنا الأم تستحق الثناء والتقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.