تخطى إلى المحتوى

علاقة الاختبارات المدرسية بالإرشاد

<div tag="2|80|” >علاقة الاختبارات المدرسية بالإرشاد
تختلف الاختبارات التي يقدمها المعلم لطلابه بغرض قياس مدى استيعابهم للمادة العلمية من عدمه ، إذ تسمى هذه الاختبارات بالاختبارات التحصيلية ، أما الاختبارات التي يقدمها المرشد لطلابه في المدرسة فهي اختبارات نفسية تقيس ذكاء الطالب لتوضح سبب تقصيره في المادة العلمية هل هو من ضعف في قدراته أم أن المنهج الدراسي فوق طاقته ، كما أن هذه الاختبارات تكشف قدرات واستعدادات وميول الطالب لتوجيهه إلى ما يتناسب مع قدراته وميوله ، ومن الخطأ الواضح في مدارسنا أن يعتمد على الاختبارات التحصيلية في توجيه الطالب لكثرة ما في هذه الاختبارات من عيوب تفقدها مصداقيتها 0
المقصود بالاختبارات المدرسية هي الاختبارات التي يقوم بها المعلم طلابه لينقلهم من مستوى إلى آخر ، ومن صف إلى صف ، وتسمى بالاختبارات التحصيلية أو الامتحانات ، وقد ارتبطت هذه الاختبارات بالخوف والهلع من قبل الطلاب والطالبات من قديم الزمان إلى وقتنا الحاضر ،وأصبح الطالب والطالبة يحسبان لهذه الاختبارات ألف حساب وكذلك أولياء أمور الطلاب والطالبات ، ومشكلة هذه الاختبارات أنها تتحكم في مصير الطالب وتحدد مستواه الاجتماعي والعلمي ، ونحن في هذه المقالة سوف نوضح عيوب هذه الاختبارات ،وعلاقتها بالعملية الإرشادية بالمدرسة ، هذه الاختبارات التي مضى عليها ردحا من الزمن تطبق في مدارس المملكة على ما فيها من غث وسمين، ويمكن لي تلخيص هذه العيوب فيما يلي :
• أن هذه الاختبارات لاتحدد مستوى الطالب أو الطالبة الدقيق، فقد ينجح في هذه الاختبارات المجتهد والكسلان لكونها تخضع للذاتية وهوى المعلم ، فالطلاب الذين يخفقون في المراحل التالية لم يصلوا إلى المستوى الصحيح بسبب الغش أو التعاطف من قبل بعض المدرسين الكرماء الذين يغدقون على التلاميذ فيضا من الدرجات 0
• أنها تتحكم في مستقبل الطالب والطالبة فمن اجتازها حصل على المكانة اللائقة به ومن فشل فيها قد يكون ذلك سببا في شقائه ، وإصابته ببعض الأمراض النفسية أو الانحراف 0
• أنها تعلم الطلاب والطالبات الغش والخداع نتيجة محاولة بعض الطلاب أو الطالبات استخدام الغش في هذه الاختبارات حتى تصير هذه السمة جزءا من شخصياتهم و تنطبع على سلوكياتهم في حياتهم العامة0
• أن كثيرا من الطلاب الذين أدمنوا المخدرات كانت بدايتهم خلال فترات هذه الاختبارات بغرض التنشيط والمساعدة في التغلب على النوم 0
• يصاب كثير من الطلاب خلال فترة الاختبارات ببعض الأمراض النفسية والعضوية نتيجة الخلل الغذائي واقتصار بعض الطلاب على مواد غذائية غير كافية أو المبالغة في مشروبات منبهة لاتفيد الجسم بينما التركيز على المواد الغذائية المفيدة يقل خلال هذه الفترة 0
• يكثر خلال هذه الفترة البحث عن المدرسين الخصوصيين الذين يرفعون أسعار تدريسهم وكأن هذه الفترة فترة مو سمية ترتفع فيها الأسعار على حساب جيوب بعض الآباء الذين يعجزون أحيانا عن الوفاء بتسديد أتعاب المدرس الخصوصي 0
• يوصم بعض الطلاب أو الطالبات الذين لايجتازون هذه الاختبارات بالغباء والتخلف /، مما يجعل هذه الصفات ملازمة لهم طول حياتهم، بل إن نظرتهم لأنفسهم تتدنى ، فيصبح الطالب أو الطالبة ينظران لنفسيهما بأنهما أغبياء وغير صالحين للدراسة مما يدفعهما إلى ترك الدراسة في وقت مبكر ، وعدم استعدادهما لممارسة عمل ما لأنهما لم يكتسبا المهارة الكافية للنجاح فيه 0
• كما أن هذه الاختبارات لا يمكن الاعتماد عليها في توجيه الطالب وإرشاده للدراسة التي تناسب قدراته وميوله لفقدانها صفة الثبات والموضوعية والصدق 0
• أنها لاتقيس إلا جانبا واحدا من قدرات الطالب كالقدرة على الحفظ والتذكر أما بقية القدرات الخاصة فهي مهملة ، فالطالب الذي يحفظ يحصل على أعلى الدرجات بغض النظر عن فهمه للمادة العلمية ومصداق ذلك أن الطالب عندما ينتهي من الاختبار لايتذكر شيئا مما كتبه على ورقة الاختبار 0
• يلاحظ أن الاختبارات الحالية تغلب الجانب النظري على الجانب العملي / فالطالب قد يتعلم نظريات كثيرة ولكنه لايستطيع تطبيقها في عالم الواقع لأنه لم يدرب عليها تدريبا كافيا ، فالطالب يحفظ المادة العلمية ويصبها على ورقة الإجابة كمادة نظرية فقط فلا يستفيد منها في واقع حباته 0
• الطالب يختبر في مواد لايرغبها ولا يميل إليها فهي مفروضة عليه وكأنه يقاد لها بالسلاسل ، فالطالب يدرس للاختبار لا للعلم ، ومن هنا نرى ندرة العلماء الذين يشار لهم بالبنان ممن تلقوا العلم عن رغبة ومحبة ، ولم يتعرضوا لمثل هذه الاختبارات المقيدة لحرياتهم ، فهم يطلبون العلم للعلم لا من اجل وظيفة تكون نهاية طموحهم في الحياة 0
• يلعب عامل الصدفة دورا كبيرا فيها فقد يجتهد الطالب ويركز على أمور مهمة ودقيقة ولكنه يفاجأ عند تسلمه ورقة الاختبار أن ماركز عليه لم يرد منه إلا اليسير بينما كان التركيز في ورقة الأسئلة على أمور سهلة قد لايعيرها الطالب المجتهد كبير اهتمامه فيفقد كما من الدرجات قد تؤثر على مجموعة وقد تكون سببا من حرمانه من التحاقه بالكلية التي يحلم بها 0
• من الصعب على واضع الأسئلة أن يضع أسئلة تميز الفروق الفردية بين التلاميذ وهذا ما يلاحظ على أسئلة الوزارة فالأسئلة أحيانا تكون صعبة جدا لاينجح فيها أحد أو ينجح عدد قليل فهي فوق مستوى الطلاب أو أن تكون سهلة جدا ينجح فيها جميع الطلاب أو معظمهم 0
• المصحح لهذه الاختبارات يتأثر بتصحيحة للسؤال الأول فإذا أخذ الطالب ممتازا انسحب ذلك على بقية الأسئلة وهذا ما يعرف بأثر الهالة ، كما أن المصحح يتأثر بخلفيته عن الطالب فإذا حصل الطالب على درجات عاليه والمصحح بعرف عنه الكسل والإهمال فيحاول المصحح التشدد في تصحيح ورقته والتدقيق في الإجابة ، أما إذا كان المصحح يعرف الطالب وخلفيته عنه طيبه فإنه سوف يتساهل في تصحيح ورقته ، الأسئلة المقالية موغلة في الذاتية لذا فأجوبتها تفقد مصداقيتها 0
• من هنا اتجهت وزارة التربية والتعليم إلى إلغاء هذه الاختبارات لثبوت ضررها ولأنها لم تحقق الأهداف النبيلة التي سعت إليها سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية واستعاضت عنها تدريجيا بالتقويم المستمر المطبق الآن في المرحلة الابتدائية في مدارس المملكة0 على أمل أن يعمم على جميع المراحل وبذلك نفقد شبح الامتحان ونقضي على سلبياته 0
هل معنى ذلك أننا نهمل هذه الاختبارات مادمت شرا مستطيرا يكره على آثرها التلميذ مدرسته وتسبب له المشاكل في واقع حياته ومستقبله ، لأاعتقد أنه من الحكمة ترك هذه الاختبارات ولكن يجب الا نعتمد عليها اطلاقا في تقويم جهود الطالب ، بل نبحث عن وسائل أخرى مساندة لها كالبحوث والمشاريع وغيرها 0
قد يسأل سائل فيقول: أنت متخصص في التوجيه والإرشاد فما شأنك وشأن الاختبارات المدرسية ؟ فأقول إن هذه الاختبارات ظلمت كثير من الطلاب لأنها تحكم على الطالب وهي ليست بميزان دقيق وعادل ، فتضع الفرد في غير موضعه تضع من لايستحق في مكان يستحقه غيره ومن هو أجدر منه ، لأن هذه الاختبارات لاتتسم بالموضوعية والدقة والصدق والثبات ، ونحن في الإرشاد نقول لابد أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفقا لقدراته واستعداداته وميوله ، من هنا صارت هذه الاختبارات بوضعها الحالي عقبة كئود في سبيل تقدم الإرشاد المهني وأنا شخصيا قلت في غير هذا الموضع انه إذا أردنا للتوجيه والإرشاد تقدما وتطورا فيجب إصلاح جميع جوانب العملية التربية بما فيها الاختبارات والإشراف التربوي والإدارة المدرسية والمناهج والتوجيه والإرشاد والاهتمام بالمعلمين والنشاط المدرسي وغيرها،والله أعلم0
————————————————————————————-**المراجع/ مبادئ القياس النفسي والتقييم التربوي د0 سبع أبوليده ص 176الطبعة الرابعة /كلية التربية الجامعة الأردنية 0

دائماً متميز أخي الفاضل إبراهيم
فلك خالص الشكر على طرحك لهذا الموضوع
وتقبل تحياتي
أخي الكريم / معتز الغباشي ————-سلمه الله
أسعدني ردك الجميل ، طابت أيامك، لك من أخيك كل مودة وتقدير 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.