ممكن تكتبون لي قصة بأسم(روبنسون كروز))
الكاتب عربي وابي اسمه مع القصة
بلييز ترى اختي تبيه باكر
ضرووووووري
حيث أقدم نفسي إلى القارئ
إني أدعى " روبنسون كروزو "، وهذا اسم مأخوذ من
عائلة والدي ووالدتي، وهو تقليد متبع منذ قرون. ولذا
فسوف يظل هذا الاسم في ذاكرة الذين سيقرؤون هذه
المغامرة العجيبة، مغامرة " روبنسون كروزو ".
ولدت سنة 1632، ثالث أبناء عائلتي، وكنت أحلم منذ
طفولتي بركوب البحر وجمع الثروات من المناطق النائية.
أراد لي والدي أن أكون محامياً، ولكن هذه المهنة التي
تقتضي القليل من الحركة والكثير من الكلام لا تلائم مزاجي,
وقد سعيت في إقناع أهلي عن هذه الخطة التي رسموها
لحياتي, ولكن لم أنجح فعزمت على الهرب سراً إلى لندن
والإبحار على أول سفينة يرضى بي قبطانها.
وأعترف بأني كنت حزينا إذ فارقت أهلي دون أن أودعهم،
ولطالما ندمت على هذا التصرف الطائش الذي يدل على
نكران الجميل, ولكني كنت أخشى أن أطلع أحد أفراد عائلتي
على ما عزمت عليه فأضعف أمام عتابه أو دموعه أستطيع
السفر, وكانت لدي الرغبة في السفر بعيداً ما وراء البحار,
فألمس بيدي وأرى بعيني العجائب التي يتحدث عنها
الرحــــالة.
ذات يوم ركبت السفينة دون أن يعلم بي أحد, وبدأت حياة
التجوال. لقد كنت قوي العزيمة حاد الذكاء بالنسبة إلى حداثة
سني, ولم أكن لأخشى موجهة الأخطار, ولا أهاب الإقدام
على عظائم الأمور.
وقد رافقتني هذه الصفات طول عمري وغطت على بقية
عيوبي, وجعلت القبطان والبحارة يعجبون بي بحاراً مقداماً،
وقد سعوا جميعاً إلى تلقيني أصول المهنة, وكنت متلهفاً إلى
تعلمها بحيث لم أحتج إلى زمن طويل كي أتقنها, وسرعان ما
تعلمت حساب موقع الشمس بالنسبة إلى السفينة في البحر
وتوجيه الأشرعة والتجديف كما ينبغي للبحار أن يفعل.
ما إن انقضت السنة الأولى من رحلتي حتى أصبحت بحاراً
ماهراً, ورسخ في يقيني أن حبي للبحار سوف يدفعني إلى
التجوال في القارات جميعاً، ولكن شاءت لي الأقدار أمراً
مختلفاً.
وذلك، أن السفينة التي أبحر فيها قد هاجمها القراصنة في
الساحل الإفريقي, وبقيت أسيراً لدى العرب زمناً طويلاً وقد
عاملني هؤلاء القوم معاملة حسنة واستفادوا من معارفي
البحرية , وخفت حراستهم لي شيئاً فشيئاً حتى استطعت أن
أهرب منهم ذات يوم على متن أحد الزوارق .
وحين أتذكر اليوم تلك الفترة من حياتي حين كنت وحيداً في
البحار الواسعة على متن زورق صير تتقاذفه الأمواج أشكر
العناية الإلهية التي جنبتني العواصف والأخطار.
وقد انتشلتني سفينة أسبانية متوجهة إلى البرازيل, وهي من
الأقطار المجهولة لدي، ولقد ولطالما سمعت من أفواه البحارة
عن عجائبها وفرحت لأن هذه المصادفة تتفق مع أهدافي.
ما إن وطئت قدماي اليابسة حتى اشتغلت في مزرعة لقصب
السكر, وأظهرت من الهمة والشجاعة ما جعل صاحب العمل
يوكل إلي مهمة الإشراف على إدارتها.
وحين تعلمت زراعة قصب السكر ومعالجته, عزمت على
العمل لحسابي لكي أثمر ما اقتصدته من أثناء عملي.
اشتريت قطعة أرض وجعلت ازرعها بكل ما أوتيت من قوة،
وقضيت سنوات أعيش حياة الكفاح ، ولكن المثابرة السبيل
الوحيدة لصنع الثروة ، فاستطعت أن أجمع ثروة طائلة.
لو أنني داومت على زراعة القصب والتبغ لجمعت بال ريب
ثروة طائلة، ولكن شاء الله أن أدمر نفسي بيدي.
ذات يوم اجتمع عندي جيراني من المزارعين، واقترحوا أن
نضم أموالنا بعضها إلى بعض كي نجهز سفينة إلى شواطئ
أفريقيا بعض العبيد من الزنوج نستخدمهم في مزارعنا, وبما
أن رحلاتي السابقة قد قادتني إلى غينيا ولي معرفة بالتعامل
مع الزنوج، طلبوا مني أن أكون وكيلهم في هذه الرحلة.
وقبلت المهمة راضياً لأنها الفرصة المتاحة للعودة إلى أحلم
صباي التي ترسخت في أعماقي، ألا هي حب الإبحار على
غير هدى.
أعددت نفسي لهذه الرحلة, وأعددت ما يلزم لغرق السفينة إن
حدث وكتبت وصيتي وأورثت فيها أهل الأرض التي أحسنت
استثمارها. وتعهد لي جيراني بعقد مكتوب على العناية
بأرضي أثناء غيابي مثلما يعتنون بأرضهم، فلم تكن المزرعة
هماً يشغلني، ولو أطعت عقلي لما غادرت هذه المزرعة
المزدهرة أبداً، ولكني كنت أطيع أهوائي طاعة عمياء ولا
أستمع إلى صوت عقلي.
أبحرت أول أيلول التالي.
كان طاقم البحارة يتألف من خمسة عشر رجلاً بما فيهم
القبطان والطباخ، وهم أخيار الناس, وقد انتقيناهم بعناية
شديدة, وكانت ذخائرنا ومؤونتنا كافية ونوعيتها جيدة,
وساعدنا هذا الطقس الرائق على بداية هذه الرحلة الموفقة.
وأبحرت بنا السفينة عشرين يوماً على سطح الماء الساكن
الذي يداعب السفينة برقة وحنان، وكان رفاقي يغنون
ويعزفون على الأكورديون والقيثار, وكأنما عزمت الريح
على أن تجعل رحلتنا أسعد الرحلات وأكثرها توفيقاً.
ولن تغير كل شيء فجأة, فقد هب إعصار لم أر له مثيلاً في
حياتي, ولم نستطع أن نفعل شيئاً سوى التسليم للأقدار تسوقنا
إلى حيث تشاء الرياح العاصفة.
ومازالت الرياح تسوقنا في هذا السباق الرهيب اثني عشر
يوماً, وتوقعنا أن تغرق الأمواج العاتية سفينتنا, وقد أظهر
الطاقم كله ما يتحلى به من شجاعة وسط الهلاك, وكان
القبطان في مستوى مهمته, ولعل هؤلاء البحارة البائسين
يستأهلون مصيراً أفضل مما قدر عليهم.
كانت الرياح تسوقنا على غير هدى, والسماء مغطاة بالغيوم
الكثيفة تمنعنا من معرفة مكاننا.
وذات يوم صاح أحد البحارة: " اليابسة "!
فلم نستطع معرفة هذا الشاطئ الأخضر الذي دفعتنا إليه
العاصفة دفعاً, هل كانت جزيرة أم قارة تلك الأرض التي
يمنعنا شاطئها الصخري من الدنو إليها؟ لم يكن أحد منا
يعرف جواباً على هذا السؤال, وكنت أحسبني قريباً من
الأرخبيل الكاريبي, ولم يكن هذا سوى ظن لا يعمه يقين.