تخطى إلى المحتوى

المعلم بين التربية والتعليم

لاتحسبن العلم ينفع وحده

كلمة إلى زملائي المعلمين :
إن علاقة المعلم بالطالب شديدة التأثير في بناء شخصيته ولا تتوقف فقط عند عملية التدريس بل تتعدى ذلك إلى كل المواقف التربوية التي تجمع بينهما فالكلمة ، والابتسامة ، والنظرة ، والثواب والعقاب وكل تصرف من المعلم يتأثر به الطالب سواء أكان في داخل الصف أم خارجه ،بل مظهره وشكله وحركاته وسكناته كلها تؤثر ، فقد يغرس المعلم في قلب الطالب وعقله حب الوطن واحترام الآخرين والاعتزاز بكل القيم ،وقد يملأ نفسه بالعقد والأنانية والكراهية وقد يدفعه بكلمة أو تصرف إلى الإبداع وقد يقتله في نفس الطالب بتصرف ولو غير مقصود ، قد يجعله سعيدا مقبلا على الحياة ، وقد يملأ قلبه بالمرارة والألم و العزلة والرغبة في الانتقام . قد يبني فيه شخصية قوية ، وقد يشعره بالضعف والعجز والخوف .
دورك أخي المعلم لا يختزل في التدريس والتعليم بل يتعداه إلى التربية ، وهي نتاج الخبرة التي تجعل الطالب يمر بها ،أثناء التدريس وبعده وقبله ، بل في المدرسة وخارجها ، تعاملت معه مباشرة أو بصورة غير مباشرة كالهاتف أو البريد الإلكتروني ، ولذلك كن شديد الحرص عندما تتعامل مع الطالب ، فشخصية تلميذك هي من نتاج غرسك .
نعم البيت والبيئة وجماعة الأصدقاء والمجتمع كلها عوامل تؤثرفي شخصية الطالب ، ولكن أنت أكثرها تأثيرا وأنت المطالب بمعالجة آثارها السلبية ، هذا دورك ، وهذا قدرك ، ولذلك كاد المعلم أن يكون رسولا .
فانظر أخي زرعك ، وتعهد أشجارك ، لتجني والمجتمع ثمارها النافعة ، وإلا فأشواكها سوف تجرحك وتنهش مجتمعك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.