تخطى إلى المحتوى

الفعاليات المجتمعية والتحفيز للرقي والابتكار

  • بواسطة
لا أحد ينكر دور رجال التعليم في الوطن العربي في سعيهم الدؤوب لتزويد مجتمعاتهم بخبرات تعليمية مستمرة مدى الحياة ذات صلة وثيقة بحاجاتها الراهنة والمستقبلية، وذلك استجابة للتنمية الاقتصادية المستدامة وتحفيزها عن طريق إعداد أفراد متعلمين وقوى عمل ماهرة، وأيضاً توفير فرص عادلة لجميع الطلاب للحصول على تعليم عالي الجودة يُمَكِّنُهم من أن تكون لديهم القدرة على التفكير العلمي الإبداعي النقدي وحل المشكلات، والتعلم مدى الحياة، والتزود بالمهارات اللازمة التي تُمَكِّنُهم من أن يكونوا مواطنين نشطاء ومشاركين فعَّالين في المجتمع .

وإذا كان مسؤولو التعليم بمجتمعاتنا العربية يتبنون تلك الرؤى والرسائل التي يؤمنون بها من أجل الغد المشرق لواقعنا المعيش، فلا عجب عندما نرى مختلف وسائل الإعلام تسلط الضوء على مختلف الفعاليات التي تجرى في الميدان التربوي من أجل الارتقاء والبناء والتطوير ودفع وتحفيز جميع العاملين في الحقل التعليمي للتجويد والابتكار والتباهي بالمنجزات والنتاجات التعليمية للطلاب والمعلمين وإدارات المدارس، وكذلك أيضاً قيام إدارات الجوائز الكبرى على مستوى العالم باستقطاب تلك الفعاليات وأفضل الممارسات في الحقل التعليمي . وفي هذا الصدد تتجلى قضية مدة العام الدراسي لطلاب المدارس، التي تسعى مؤسسات التعليم لتحقيقها وفق تجاربها وخبراتها والتي تحددها باليوم والساعة والدقيقة والثانية للمراحل الدراسية كافة بغية تحقيق الرؤى المتفق عليها وأتساءل: ماذا نفعل عندما يتغيب طلاب المدارس في أعقاب العطل والمناسبات وقبل الامتحانات؟ وهل تجري دراسات لسجل حصص الاحتياط في المدارس للوقوف على عدد الحصص الدراسية المفقودة للمعلم والتي تتعارض مع فزعة مؤسسات التعليم لغياب الطلاب وبما يتعارض مع تنفيذ الخطة الدراسية الفصلية المحددة، وهل تعدد الاجتماعات على مدار العام مع المعلمين (خلال الدوام اليومي الصباحي)، وخروج الطلاب للعديد من الفعاليات المجتمعية يتم وفق خطط مدروسة ومقننة؟ هل تسهم وسائل التقنية الحديثة التي تدخلها مؤسسات التعليم في ربط العاملين فيها بمختلف المدارس للوقوف على كافة المستجدات التربوية للتقليل من هدر وقت الطلاب والمعلمين؟

أخيراً نأمل أن يجد الطلاب في المدارس معلمين للحصص الدراسية اليومية لتحقيق أهداف المناهج الدراسية والغاية المرجوة منها بصورة طبيعية ومستقرة بعيداً عن استقطاب معلمي كل المواد لاجتماعات خارج المدرسة أثناء دوام الطلاب سواء بصورة يومية أم أسبوعية أم شهرية بحجة تطوير المعلمين بما يربك الجدول المدرسي اليومي، ولعل الإبداع والتميز والتفرد الذي نسعى إليه وننشده لا يتطلب منا أن نسير في طرق تقليدية روتينية وعقيمة بل البحث عن آليات تسهم في صياغة كفاءة الأفراد وتقديم خدمة سهلة تقاس بالكيف لا بالكم، وكم انتابتني حالة من الدهشة عندما قال لي أحد المعلمين: إنني أترك المدرسة وجدول الحصص الخاص بي لحضور اجتماعات لا تقدم لنا شيئاً! وإن كانت تلك الاجتماعات تدرج تحت مسميات براقة ينجذب إليها الأفراد من دون أن تحمل أي مضمون فعال . لذا بات من المنطقي أن تصمم المناهج الدراسية وخطط الأنشطة والمسابقات السنوية والتي تتم داخل وخارج المدرسة بصورة إجرائية محددة ومضبوطة تتناسب مع الوقت المخصص للخطة العامة للعام الدراسي مع مراعاة اللوائح والقوانين التي تضمن تقديم الخدمة التعليمية بأمانة وبما لا يعوق جهود القائمين عليها واستنزاف طاقات طلاب المدارس في حصص الفراغ أو كما تعرف “حصص الاحتياط”، مع كل التقدير لجهود إدارات المدارس في تسيير العمل وفق التعميمات واللوائح لخدمة أبنائنا الطلاب والعملية التعليمية .

محمد حسيني المهم-مصر

المقال منشور بجريدة الخليج (2)رسالة اليوم-20-5-2019 الصفحة 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.