تخطى إلى المحتوى

العلم صيد والكتابة قيده

العلم صيد والكتابة قيده
الدكتور محمد البحتري
وأنا أتصفّح الموضوعات التي تشكّل المحتوى النظري لحصص القراءة الحرة في مشروع " القراءة ثقافة وسلوك" الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة استوقفني موضوع" أجمل ما قرأت " ،والذي يراد منه تدريب الطالب وهو يقرأ في كتاب اختاره على التقاط العبارات الجميلة ،والأمثال السائرة ، والحكم المأثورة ، ويسجّها في البطاقة الخاصة بأجمل ما قرأت فتذكّرت قول الشاعر :
العلم صيد و الكتـابة قيـده قيِّد صيودك بالحبال الواثـقة
فمن الجهالة أن تصيد غزالة و تتركها وسط البراري طالقة
وقلت لأحد المثقفين المتنورين من المعلمين الذين أشهد لهم بالكفاءة والتميّز حبذا لو كتبنا في هذا الموضوع ما يفيد زملاءنا المعلمين ، وهم يتابعون الطلبة في القراءة الحرة داخل المكتبة ، ويوجهونهم إلى التقاط ما يفيد هم . وقد كتب الزميل المعلم مقالته فأجاد وأحسن ، وها هي بين أيديكم .
عزيزي الطالب ….
هل احتجت إلى تذكر بيت من الشعر أو حكمة أعجبتك و لم تسعفك ذاكرتك ؟
هل تعاني من ضعف الذاكرة في استعادة المعلومات ؟ كيف تتعامل مع مصادر المعلومات في المكتبة ؟ هل تصادف أن قرأتَ كتاباً كاملاً و استطعت أن تستعيده في ذاكرتك ؟ الإجابة ، بالطبع ، هي النفي . لماذا ؟ لأن طاقة الإنسان في الحفظ و الاستظهار طاقة محدودة بحدود تقويتها و تمرينها على الاستيعاب .
فالذاكرة تنقسم إلى :
ذاكرة قريبة : نستخدمها في تعاملاتنا اليومية و كل ما يتصل بشؤون الحياة اليومية و هي التي تساعدنا على قضاء حاجاتنا و متطلباتنا العاجلة .
ذاكرة بعيدة : و هي التي تسجل فيها العلوم و المعارف الأساسية و البديهية و الذكريات . و كل ما تقرؤه و تتمنى تذكره فلا تستطيع ، يمكن استعادته بسهولة من خلال تسجيله في الذاكرة البعيدة . لكن المفيد لنا أن تطور العلم الحديث قد وفر لنا وسائط و وسائل الحفظ و التسجيل فلماذا لا نستفيد بها ؟ !
أنشئ دفتراً خاصاً بك تسجل فيه المعلومة المفيدة و العلم النافع و الأدب الرفيع .
وفي أثناء القراءة ، دَونْ ما يبدو أنه مفيد لك في الحياة . وإذا قابلك بيت من الشعر يحتوي حكمة أو صورة بلاغية جميلة أو مفارقة واضحة فاكتبه بخط جيد مقروء .
و إذا مرت بك فقرة تتصل بموضوع تبحث فيه ، فانقلها في ورقة مع كتابة البيانات المتصلة بالكتاب المنقول منه على هامش الورقة .
وعندما يكون الموضوع المراد نقله كبيراً بحيث يصعب نقله نصياً أو أن النقل النصي لا يتناسب مع حجم بحثك، فيمكن كتابة بيانات الموضوع مع نقله بتلخيصك الخاص أي بأسلوبك ، و في هذه الحالة يجب أن تذكر ـ أيضاً ـ معلومات المصدر الذي اعتمدت عليه في نقل الفكرة. وإذا كنت في موقف لا يسمح لك بتسجيل معلومة أو فكرة أعجبتك ، و خاصة عندما تسمعها شفهياً فيجب أن تسجلها في أقرب فرصة تستطيع فيها ذلك ، فتسجيل العلم حفظ له .
لا تقل : إن المعلومة لا يمكن نسيانها ، فكل علم عرضة للنسيان مع مرور الوقت و مع تتابع المعلومات على الذاكرة في عصرنا الذي يسمى عصر " التدفق المعلوماتي " . مع الوقت ستجد أن التواصل أصبح سهلاً بين ذاكرتك و دفترك ، بحيث يمكنك استعادة ما تريد من الدفتر بمجرد الاطلاع على بدايته ، مع تكرار عملية التسجيل و القراءة .

المعلم / محمد إسماعيل اللباني
بإشراف الموجه الدكتور / محمد البحتري

~::~

السلام عليكم .~

أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..

مقتطف رائع بوركتم أستاذ محمد اسماعيل

وجزيل الشكر المرفل بالاحترام والتقدير

للأستاذ د.محمد البحتري

~::~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.