البعض يعرف تماماً كيف يستخدم الحاسوب، فهو يعرف خبايا وأسرار نظام التشغيل، ويعرف كيف يتعامل مع مختلف البرامج، وربما جمع حزمة ملفات صوتية وقام بإنزال ملفات فيديو منسوخة لأفلام أجنبية، يقوم بزيارة بعض المواقع ويشارك في بعض المنتديات، لكنه لا يعرف كيف يستفيد حقاً من الحاسوب، فالحاسوب لديه مجرد أداة اشتراها لأن أصدقاءه يملكون حواسيب ويريد أن يتواصل معهم ولا يكون مختلفاً عنهم، قد يقضي هؤلاء الأصدقاء أوقاتهم في الدردشة على المسنجر أو في التنافس على ألعاب كثيرة تجعل المرء مدمناً إن لم يراقب نفسه.
لدنيا هنا مشكلة، وهي أن البعض لا يعرف كيف يستخدم الحاسوب كأداة مساعدة يمكنها أن توفر عليه الكثير من الوقت والجهد، البعض لا يعرف ما فائدة الجداول الإلكترونية، أو فوائد خدمات الويب، ولا يعرف كيف ينظم شؤونه المالية باستخدام الحاسوب، ولا يعرف كيف يقوم بإنتاج المحتويات بالأدوات التي يوفرها الحاسوب.
لا بد من نشر ثقافة “كيف أستفيد من الحاسوب في حياتي” لأننا إن لم نفعل ذلك سنبقى على حالنا نشتكي من أن الناس لا يستخدمون الحاسوب والتقنيات بشكل صحيح بل ويسيؤون استخدامه، لا تلوموا المراهق الذي يتصفح المواقع السيئة لأنه عرف هذه المواقع من أصدقاءه، بينما الأسرة والمدرسة والمجتمع لم تقدم له أي بديل آخر.
المتخصصون في الحاسوب والذين تعمقوا في هذا المجال يعتبرون الحواسيب امتداداً لعقولهم، فالحاسوب يتفوق على عقولنا عندما يقوم بعمليات حفظ البيانات واسترجاعها، ويستطيع أن يربط بين البيانات ويرتبها بأشكال مختلفة، بينما عقولنا تستطيع أن تفكر وتربط بين الأفكار لتخرج بنتائج جديدة تتحول إلى معرفة يمكن أن تنشر عن طريق استخدام قدرات الحاسوب.
حتى نصل إلى هذه المرحلة -أعني أن يصبح الحاسوب امتداداً لعقولنا- علينا أن نبدأ بخطوات صغيرة، نشرح للناس بشتى الوسائل كيف يمكن أن نستفيد من الحاسوب؟، والناس هنا أعني بهم كل شخص، من يملك الحاسوب أو لا يملكه، أصدقاءك، عائلتك، زملاء الدراسة أو العمل، زوار مدونتك … إلخ.
قد تسأل: كيف سيستفيد من لا يملك حاسوباً؟ إجابة هذا السؤال أتركها لموضوع لاحق، هذا الموضوع هو مقدمة لسلسلة مواضيع أشرح فيها كيف أستفيد من الحاسوب، ربما يجد بعضكم أفكاراً مفيدة يمكن أن تطبق.
النوف للتعليم الثانوي
وجزاكن الله خيرا على هذه الموضوعات المتنوعة والثرية في آن