تخطى إلى المحتوى

«التربية» تجمد «العربية» في مدارس الغد التأسيسية

  • بواسطة
مخاوف على «اللغة الأم» وتحد كبير لإمكانات معلمي المادة
«التربية» تجمد «العربية» في مدارس الغد التأسيسية

صدرت ردود فعل متباينة إزاء قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء منهاج اللغة العربية لطلبة المرحلة التأسيسية في مدارس الغد واستبدالها بأوراق عمل، على المعلم أن يجتهد في تقديمها وصولا إلى المخرجات التعليمية التي تنشدها الوزارة.

البعض اعتبر الإقدام على هذه الخطوة بمثابة تحد كبير لمعلمي المادة خاصة أن أسلوب التدريس الجديد لا يصلح إلا مع ذوي الخبرة والكفاءة التدريسية العالية ،مؤكدين أن النظام الجديد يحرر المعلم من الالتزام بمحتوى المنهج ويتيح له الفرصة كاملة لاستخدام وسائله الخاصة وأدواته داخل الفصل، فيما أبدى البعض الآخر تخوفا كبيرا من فقدان الطلبة لقدرتهم على كتابة وقراءة مادة اللغة العربية بالشكل السليم والمطلوب «كلغة أم»، مؤكدين أن الاهتمام بلغة ثانية يجب أن لا يكون بأي حال من الأحوال على حساب لغة الطالب.

احمد المنصوري مدير مكتب الشارقة التعليمي يرى أن برنامج مدارس الغد مصمم بشكل مختلف عما اعتاده الميدان في التدريس فعدم وجود منهج لا يعني التقليل من أهمية مادة اللغة العربية فهو يتيح لمعلم المادة فرصة لاستخدام وسائله الخاصة لتعليم الطالب دون التقيد بمادة معينة ولكن بشرط أن يحقق المخرجات المطلوبة في نهاية العام ، مؤكدا انه لم يتلق أي شكاوى رسمية باستثناء الملاحظات التي وردت وترد له خلال جولاته الميدانية .

وقالت صهرة النجار مديرة مدرسة عمير بن أبي وقاص للتعليم الاساسي في مكتب الشارقة التعليمي نحن مؤمنون بمشروع مدارس الغد باعتباره مشروعا وطنيا لكننا بنفس الوقت نريد أن نحافظ على لغتنا وهويتنا والأسلوب الجديد في تدريس مادة اللغة العربية خاصة لطلبة في مرحلة تأسيسية لا يؤتي ثماره المرجوة خاصة وان المنهاج يعد مرجعية للمعلم وولي الأمر ، مشيرة إلى أن العديد من الرسائل تم توجيهها للجهات المعنية حول أسباب إلغاء المنهاج إلا أن ردا على أي منها لم يصل .

وأكدت النجار أن معلمات المادة يستشعرن أهمية تمكين الطلبة من إتقان مهارة كتابة وقراءة لغتهم منطلقات في ذلك من إيمان شديد بأن تعليم الأبناء أمانة عليهن تأديتها بأفضل السبل والصور الممكنة ، مضيفة أن الخبيرة الأجنبية تدعونا في كل حين إلى الاهتمام باللغة الأم كعنصر أساسي ومن ثم تعليم الطالب لغة ثانية ، معتبرة إلغاء المنهاج تحديا جيدا تخوضه معلمات المادة في طريق حفاظهن على هوية الطالب العربية ، مضيفة نحن مؤمنون بالمشروع ونعمل بكل طاقة ممكنة لإنجاحه لكننا بنفس الوقت نريد الحفاظ على لغتنا وهويتنا .

من جانبها شددت مريم عبد الله مديرة مدرسة الأندلس للتعليم الاساسي في الشارقة على أهمية وجود منهاج خاص بالمادة لأنه يمثل مرجعا لكل المدرسات في حين أن أوراق العمل تغفل جوانب مهمة كتمكين الطالب من قراءة وكتابة العربية بشكل سليم خاصة ، مقترحة أن تكون أوراق العمل مساعدة للمنهاج لا أن تكون بديلا عنه .

واعتبرت مريم الغربي مديرة مدرسة الابرق للتعليم الاساسي في أم القيوين الحكم على النظام الجديد المتبع للمرة الأولى سابق لأوانه لان ما يحدد نجاحه من فشله من وجهة نظرها مخرجات نهاية الفصل الدراسي الأول ومدى الأثر الذي تركه على الطلاب ، مؤكدة أن الأسلوب الجديد يعتمد بشكل أساسي على قدرات المعلم ومتابعة المدير وهنا مكمن الخلل فقدرات العاملين في سلك التدريس ليست واحدة إضافة إلى أن نصاب المعلم لمادة اللغة العربية كبير 24 حصة في الأسبوع و6 حصص في اليوم وهو عبء كبير لا يمكن خلاله للمعلم أن يبدع في طرائق تدريسه .

قرار مفاجئ للميدان

أوضح عدد من معلمي ومعلمات المادة أن أسلوب التدريس جاء مفاجئا للميدان خاصة وأن التطوير لم يكن يشمل في خطته مادة اللغة العربية علاوة على أن غالبية المدرسين يعتمدون في المادة على المنهاج الوزاري ، مؤكدين أن سلبيات عدة ستظهر خاصة وأن الأوراق لا تركز على تمكين الطلبة من تجويد مهارة القراءة والكتابة ، مطالبين ايلاء العربية أهمية اكبر وعدم تفضيل الانجليزية عليها إذ يجب من وجهة نظرهم أن يتقن الطالب لغته ثم يبدأ بدراسة لغة ثانية .

استطلاع ـ نورا الأمير

الله يعطيك العافية يا عزيزتي
التدريس بدون منهاج يحتاج الى دراية وخبرة كافية من قبل المدرسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.