تخطى إلى المحتوى

الإعاقة العقلية بين الوراثة والتغذية

الإعاقة العقلية بين الوراثة والتغذية

قد تتفاوت درجات الذكاء بين أطفال الأسرة الواحدة‏,‏ فكل طفل يولد بمقدار معين من الذكاء وهنا يتبادر إلي أذهاننا سؤال هو‏:‏ ما السر الكامن وراء التباين بين قدرات وذكاء أبنائنا؟‏.‏
هل السر في الوراثة أم البيئة المحيطة أم الاثنين معا؟

*‏ تقول الدكتورة إكرام عبدالسلام أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيسة وحدة الوراثة‏:‏ إنه مما لاشك فيه أن الأمراض الوراثية تلعب دورا مهما في حالات النقص العقلي لدي الأطفال‏,‏ ويتم اكتشاف هذه الحالات عن طريق المسح الوراثي الشامل للأطفال حديثي الولادة‏.‏ فهناك حالات تحدث فيها الإعاقة نتيجة نقص وراثي في بعض الانزيمات مما يجعل الطفل لا يستطيع الاستفادة من سكر اللبن اللاكتوز وبالتالي يتراكم في دمه ويؤدي إلي نقص في تطوره العقلي‏.‏

وفي هذه الحالة لابد من اعطائه لبنا خاليا من سكر اللاكتوز وكذلك قد يؤدي نقص هرمون الغدة الدرقية للتخلف العقلي للطفل ـ كما تقول الدكتورة ايزيس محمد غالي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيسة الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر في الأطفال ـ حيث ثبت علميا أن نقص هذا الهرمون هو السبب وراء إصابة الأطفال بالتخلف العقلي ويعتبر هذا النوع من التخلف هو الوحيد الذي يمكن تفاديه بالتشخيص والعلاج المبكر عن طريق المسح الشامل لوظائف الغدة الدرقية لدي الطفل في الأيام الأولي بعد الولادة‏.‏

ـ كما ثبت في دراسة ميدانية عن الإعاقة العقلية للطفل أعدها المجلس القومي للطفولة والأمومة أن الإعاقة العقلية هي أكثر أنواع الإعاقات انتشارا حيث بلغت نسبتها‏2%‏ تليها الإعاقة الحركية ونسبتها‏1,2%‏ كما أكدت الدراسة أن معدل الإعاقة يرتفع بين الذكور عنه بين الإناث وبين الأطفال المولودين من أبوين تربطهما صلة قرابة‏,‏ وتقول الدكتورة إكرام عبدالسلام‏,‏ يجب ألا نغفل أن سوء تغذية الأطفال قد يؤدي إلي قصور المخ وقصور وظائفه‏,‏ كما تتأثر شخصية الطفل كثيرا بالبيئة المحيطة به وهنا يكمن دور الوالدين في تكوين المعالم الرئيسية للإطار العقلي والنفسي له كما أن لهما دورا بارزا في اكتشاف موهبته وتنميتها أو تحطيمها‏.‏

ويخطئ بعض الآباء عندما يفرحون بأن طفلهم هادئ لا يصدر ضجيجا فقد يعني هذا ان الطفل متبلد المشاعر ومنعدم الأحاسيس ـ
هذا ما يؤكده أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية طب عين شمس الدكتور أحمد عكاشة ـ
فالطفل النابغ الموهوب يكون ذكاؤه في تطور مستمر ويحاول استغلال بيئته في تنمية ذكائه وموهبته وعموما هناك فريق يري أن الوراثة تلعب الدور الأكبر في معدل الذكاء والموهبة وهناك فريق يؤيد دور البيئة حيث وجد أن التوائم المتماثلة لها نفس المواهب والميول ولكن إذا تمت تربيتها في بيئتين مختلفتين لاختلفت درجات الذكاء بينهم والميول والمواهب لذلك كانت القدرات العقلية لدي الطفل موروثة ومكتسبة في الوقت نفسه‏.‏

وأخيرا فإن قوانين الوراثة للعالم جريجو مندل تقول‏:‏
إن أي أبوين أيا كان معدل ذكائهما من الجائز أن ينجبا طفلا مختلفا عنهما وقد يكونان متخلفين وينجبان طفلا نابغا أو العكس‏..‏
ولكن الحكم لله سبحانه وتعالي أولا وأخيرا‏.‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.

أشكركِ على هذه المشاركة الطيبة

وأترقب كل ما هو جديد منكِ

.
.

والسموحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.